تفضّل تسيبي ليفني مواصلة التفاوض ثنائياً مع الفلسطينين بعيداً عن مبادرة السلام العربية، التي ترى أن مفتاحها يبقى إنجاز اتفاق على المسار الفلسطيني، بالتزامن مع استعدادها لتلبية دعوة السعودية إلى مؤتمر الحوار بين الأديان الشهر المقبل في نيويوركذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن رئيسة حزب «كديما»، تسيبي ليفني، «ليست متحمّسة من الاكتشاف المتأخر للمبادرة العربية، وهي متمسكة بمواصلة المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين»، بعدما كان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ووزير الدفاع إيهود باراك قد عبّرا عن تأييدهما لهذه المبادرة مع الحفاظ على قناة مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في إطار مفاوضات تجريها إسرائيل مع العالم العربي وجامعة الدول العربية.
لكن «هآرتس» أشارت إلى أن حديث باراك عن المبادرة يأتي في سياق المعركة على أصوات اليسار الإسرائيلي والظهور في أنه يسعى لسلام إقليمي. ونقلت عن ليفني قولها في اجتماعات مغلقة إن باراك «يحاول البحث عن أجندة سياسية لنفسه ولحزب العمل وخلال ذلك سحب المبادرة العربية، وإنها تعرف جيداً مواقف باراك تجاه الفلسطينيين واحتمالات التوصل لسلام معهم». كذلك أشارت ليفني، بحسب الصحيفة، إلى أنها هي التي دعت الدول العربية قبل سنتين إلى البدء في «تطبيع على مراحل» مع إسرائيل وعدم انتظار التوصل إلى نهاية عملية سلام في المنطقة. وذكرت أنها «تحدثت خلال العام الأخير مع عدد كبير من المسؤولين العرب وسمعت منهم جميعاً رأياً واحداً مفاده أن مفتاح عملية سلام مع العالم العربي هو اتفاق مع الفلسطينيين».
وأضافت ليفني: «أنا من التقى في القاهرة وزيري خارجية مصر والأردن ودعوتهما للمجيء إلى هنا بصفتهما ممثلين لجامعة الدول العربية للبحث في دفع المبادرة العربية، لكن بعدما جاءا فهمت أنه بالنسبة إليهما يجب التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين قبل كل شيء».
ولفتت «هآرتس» إلى أن «هذه الرسالة ذاتها تسلمها بيريز من الرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائهما في شرم الشيخ الأسبوع الماضي، وأن مبارك قال إن اتفاقاً إسرائيلياً فلسطينيّاً سيكون أساساً لاتفاق مع كل العالم العربي».
من جهة أخرى، أفادت تقارير إسرائيلية بأن ليفني ستشارك في قمة الحوار بين الديانات التي بادر إلى عقدها الملك السعودي عبد الله، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في نيويورك في 12 تشرين الثاني المقبل.
وبخلاف المؤتمر الذي عقد في إسبانيا في تموز الماضي برعاية سعودية وشارك فيه رجال دين يهود، فإن المؤتمر الحالي سيضم سياسيين وستكون المشاركة فيه على مستوى رؤساء دول ووزراء خارجية إلى جانب رجال الدين، كذلك سيشارك فيه الرئيس الأميركي جورج بوش.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن السعودية منحت الضوء الأخضر لدعوة إسرائيل إلى المؤتمر، وإن تل أبيب تولي أهمية كبيرة للدعوة وترى فيها خطوة تاريخية لأنها «المرة الأولى التي يدعو فيها السعوديون إسرائيل إلى مؤتمر بادروا هم إليه».
إلى ذلك، أفادت «يديعوت» بأن وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، تعتزم زيارة إسرائيل فور الانتهاء من الانتخابات الأميركية المزمعة في 4 تشرين الثاني. ورأت الصحيفة أن الزيارة المرجح أن تحصل الأسبوع المقبل تأتي لأجل «بث رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن إدارة بوش لا تزال هنا».
(الأخبار، يو بي آي)