بعدما أغلقت ثلاثين عاماً من العداء بين واشنطن وطرابلس الغرب، أنهت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، جولتها المغاربية أمس في الرباط، بعدما زارت تونس والجزائر وليبيا، التي كان موضوع «محاربة الإرهاب» على رأس جدول مباحثاتها. الاّ أن جولتها هذه لم تكتمل بعد استثناء موريتانيا منها، بسبب إدانة واشنطن الانقلاب العسكري الذي أطاح الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله في السادس من آب الماضي.
وفي الرباط، عقدت وزيرة الخارجية الأميركية أمس جلسة مباحثات مع نظيرها المغربي الطيب الفاسي الفهري، تركّزت على مكافحة الإرهاب ونزاع الصحراء الغربية والتعاون الثنائي، حسبما أفاد مصدر دبلوماسي مغربي.
وبحث الوفدان الأميركي والمغربي عملية الإصلاحات التي بدأها المغرب والتي تدعمها الإدارة الأميركية، حسبما أعلنت وزارة الخارجية المغربية.
وكان المغرب قد أعرب عشية زيارة رايس عن أمله في أن تسهم واشنطن في إخراج هذا الملف من الجمود، بينما يصر على اقتراحه منح الصحراء الغربية حكماً ذاتياً، وبقاءها تحت سيادته وهو ما ترفضه جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال هذه المستعمرة الإسبانية السابقة مدعومة في ذلك من الجزائر.
كما أكد مصدر في الوفد المرافق لرايس أن قضية الصحراء سيجري بحثها في الجزائر والرباط على حد سواء.
وفي الجزائر، دعت رايس إلى تعزيز التنسيق مع زعماء دول شمالي أفريقيا في وجه الإرهاب. ووعدت بإعادة معتقلي غوانتانامو إلى بلدانهم «في أقرب وقت ممكن»، واصفة التعاون مع حلفائها في شمال أفريقيا بأنه «جيد». وأضافت، بعد لقائها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، رداً على سؤال عن تهديدها من جانب إسلاميين، «إن الإرهابيين يحاولون. وهم يختارون أهدافاً وللأسف حصلت سلسلة تفجيرات هنا. لا أعتقد أن خطراً معيناً موجود في هذه المنطقة».
وفي ما يتعلق بتونس، قالت رايس للصحافيين «لقد حصلت في تونس إصلاحات سياسية». لكنها أضافت «كنا واضحين تماماً في أننا نأمل أن تقوم تونس بالمزيد».
من جهة أخرى، أعلنت الوزيرة الأميركية أن بلادها ليست مستعدة لرفع الحظر التجاري عن كوبا، وذلك رداً على دعوة هافانا إلى رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عنها لمساعدة الكوبيين الذين نكبوا بالإعصار «غوستاف» الذي ضرب الجزيرة.
وقالت رايس، خلال زيارتها للمغرب، «لا أعتقد أن رفع الحصار سيكون صائباً في الوضع الراهن».
( أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)