«ضربات جوّية تستهدف القيادات يمكن أن تترافق مع إنزالات على أرض المعركة لوحدات كوموندوس خاصة»، تلك هي الخطة الأميركية لقتال «القاعدة» و«طالبان» في باكستان
واشنطن ــ محمد سعيد
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أنّ الرئيس الأميركي جورج بوش سمح سرّاً في تموز الماضي لقوات العمليات الخاصة الأميركية بشنّ عمليات عسكرية برّية في باكستان من دون أخذ موافقة مسبقة من إسلام آباد.
وأشارت الصحيفة إلى أنّها المرّة الأولى التي يسمح فيها الرئيس الأميركي بشنّ مثل هذه العمليات. ونقلت عن مسؤولين أميركيين لم تكشف عن هويتهم قولهم إنّهم سيقومون بإخطار باكستان عند شنّ هجمات برّية محدودة مثل غارة الأسبوع الماضي على قرية باكستانية بالقرب من حدود أفغانستان، غير أنّهم لن يأخذوا الإذن من إسلام أباد. وقال أحد هؤلاء إنّ «الوضع في المناطق القبلية غير مقبول، علينا أن نكون أكثر هجومية وقد صدرت أوامر بهذا الصدد».
ورأت الصحيفة أن هذه الأوامر الجديدة تعكس قلق الإدارة الأميركية من وجود معاقل آمنة لتنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» في باكستان، وتعكس أيضاً الشعور السائد بعدم الثقة في الجيش الباكستاني. وأوضحت أنّ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» أطلقت على مدى سنوات صواريخ على مسلّحين داخل باكستان من طائرات يتم التحكم فيها عن بعد، غير أن الأوامر الجديدة التي صدرت تخفف من حدّة القيود المفروضة على شنّ غارات على أرض بلد حليف من دون الحصول على إذن منه.
وبحسب الصحيفة، «ستزيد هذه العمليات البرّية الجديدة من احتمالات قتل أو اختطاف قوات أميركية في المناطق القبلية». ورأت أنّ غارة الأسبوع الماضي مثّلت أيضاً اختباراً كبيراً للرئيس الباكستاني الجديد آصف زرداري.
في المقابل، فإنّ العمليات العسكرية التي تشنّها الطائرات الأميركية من دون طيار داخل المناطق القبلية، أثارت حفيظة إسلام أباد. وحذر قائد الجيش، إشفاق كياني، أول من أمس، من أن قوّاته ستمنع من الآن وصاعداً «بأي ثمن» القوات الأجنبية من دخول باكستان. وقال «سندافع عن سيادة البلاد ووحدة أراضيها بأي ثمن ولن يسمح لأي قوة أجنبية بشن عمليات داخل باكستان».
تحذير كياني دعمه رئيس الوزراء، يوسف رضا جيلاني، من خلال بيان صادر عن مكتبه، ولا سيما أن آخر غارة شنّتها القوات الأميركية منذ نحو أسبوع في وزيرستان القبلية قتلت نحو 15 شخصاً، كلهم مدنيون.