نفى الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي توقّف إسرائيل عن إمداد بلده بالعتاد الأمني، مناقضاً بذلك كلام أحد وزرائه الذي اتهم تل أبيب بخيانة تبليسي لوقفها تلك الإمدادات
يحيى دبوق
بعد ساعات على تأكيد الوزير الجورجي تيمور يعقوبشفيلي وقف الحكومة الإسرائيلية عمليات بيع الأسلحة إلى دولته بناءً على طلب الروس، ووصفه هذا السلوك بـ«الخيانة والعار»، نفى الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي هذا الأمر.
وقال ساكشفيلي، رداً على سؤال لمراسل صحيفة هآرتس، «لم أسمع أي شيء عن هذا ولم يتسنّ لي التفكير في الأمر في الأيام الأخيرة». لكن ساكاشفيلي اعترف بأنه كانت هناك مشاكل في تزويد إسرائيل الجيش الجورجي بطائرات استطلاع من دون طيار كان قد طلبها من شركات إسرائيلية، مؤكداً في الوقت نفسه أن شحنات معونات أمنية أخرى لم تتوقف.
وقد سبق موقف ساكشفيلي، انتقاد لاذع وجّهه إلى إسرائيل الوزير المسؤول عن إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، تيمور يعقوبشفيلي، الذي قال في مقابلة أجرتها معه «هآرتس» إن إسرائيل انضمت إلى «خيانة الغرب» لجورجيا لأن حكومة تل أبيب أمرت شركات أمنية إسرائيلية بالتوقف عن تزويد تبليسي بالسلاح. لكنه شكر الشركات الإسرائيلية «التي بفضلها تمكّن جيشنا من الصمود أمام الروس».
وقال يعقوبشفيلي إن الحكومة الإسرائيلية قررت وقف إمداد جورجيا بالسلاح «في أعقاب طلب روسي بهذا الخصوص وهي بذلك ساعدت الإرهابيين الروس وهذا مخزٍ، وأنا لا أعرف ما الذي حصلت عليه في المقابل، وأنا أرى فقط أن سلاحاً روسياً كثيراً لا يزال يصل إلى حزب الله». وأضاف «أنا أشكر إسرائيل، ليس حكومة إسرائيل وإنما الشركات الإسرائيلية التي منحتنا فرصة لتدريب جيشنا والوقوف في وجه الجيش الروسي».
وبحسب يعقوبشفيلي «يتعين على إسرائيل الدفاع عن مصالحها هنا، فثمة الكثير من رجال الأعمال الإسرائيليين الذين استثمروا أموالاً، ويجب على الدولة أن تدافع عن استثمارات مواطنيها».
تجدر الإشارة إلى أن الوزير تيمور يعقوبشفيلي، كان زعيماً صهيونياً في السابق، وهو يهودي يتحدث اللغة العبرية بطلاقة، وهو المسؤول أيضاً، بحسب «هآرتس»، عن محاولات حكومة جورجيا بسط سيطرتها على الأقاليم الانفصالية وأدار مفاوضات مع الروس في محاولة للتوصل إلى وقف للقتال في تلك المناطق.
وفي السياق، قال مسؤول دبلوماسي إسرائيلي إن حرب روسيا مع جورجيا وردّ الفعل الغاضب في الغرب على ما وصفه الرئيس الأميركي جورج بوش بالرد «غير المتكافئ»، قد يجعل من الصعب الحصول على مساعدة موسكو في الأزمة الإيرانية.
ونقلت صحيفة «جيروزالم بوست» عن هذا الدبلوماسي قوله إن «موقف الروس اليوم هو أنهم يحاولون إعادة التأكيد على موقعهم في عالمهم. لديهم مصلحة في إظهار موقفهم الصلب في أوسيتيا الجنوبية وأنه لن يصار إلى طردهم من قبل الغرب عندما يتعلق الأمر بإيران».
وأضاف أنه «فيما لا يزال مبكراً الحكم على النتائج التي ستترتب عن الحريق الجورجي على المسألة الإيرانية، إلا أنه ستكون لموسكو إلى حد ما مصلحة في إظهار نفسها بأنها دولة غير عدائية». وأوضح أن «الروس قد يقتنعون اليوم بأنهم بحاجة إلى الدعم الإيراني للمحافظة على الاستقرار في جنوب روسيا، بما في ذلك الشيشان المجاورة لجورجيا، وأن تكون إيران إلى جانبهم قد يعني بالنسبة إلى موسكو عدم الضغط كثيراً عليها في المسألة النووية».


أثنى الرئيس الجورجي على السلاح الإسرائيلي الذي «تبيّن أنه فعّال جداً». وعندما سُئل عما إذا كان للمساعدة الإسرائيلية دور في النجاحات العسكرية الجورجية التي تحققت، أجاب مازحاً «هل تسألني كممثل لشركتي ألبيت أو تاعش» (شركتان أمنيتان إسرائيليتان)