لغة الصواريخ لا تزال تسيطر على المشهد السياسي الإيراني، في رسالة واضحة إلى الغرب، بأن موافقة الجمهورية الإسلامية على وساطات من شأنها حل المعضلات مع الدول الكبرى، لا تعني التوقف عن تطوير الإمكانات التقنيةأعلنت طهران أمس أنها اختبرت بنجاح الإطلاق الثاني لصاروخ «سفير» الحامل للقمر الاصطناعي «أميد»، بعد يومين من تصريح للرئيس محمود أحمدي نجاد، قال فيه إن أول قمر اصطناعي من صنع إيران سيُطلق الأسبوع المقبل إلى الفضاء.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» أن قيادة القوات المسلحة الإيرانية أصدرت بياناً أعلنت فيه إجراء الاختبار الثاني الناجح لإطلاق صاروخ «سفير» الحامل للقمر الاصطناعي «أميد».
وكانت وكالة أنباء «فارس» قد نقلت عن مكتب الشؤون الإعلامية لرئاسة الجمهورية، أن الرئيس نجّاد ذكر أثناء حفل عشاء أقامته الجالية الإيرانية في إسطنبول الجمعة، أنه سيُطلَق صاروخ وقاعدته إلى الفضاء «الأسبوع المقبل».
وفي السياق، أعلن قائد قوة سلاح الجو الإيراني، العميد أحمد ميقاني، زيادة مدى طيران المقاتلات الإيرانية إلى ثلاثة آلاف كيلومتر من دون الحاجة للتزود بالوقود.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن ميقاني تأكيده «مواصلة تطوير القدرة القتالية للقوة الجوية وتحديث المعدات والطائرات»، موضحاً أن القوات الجوية «حقّقت نجاحات في صناعة طائرات لا ترصدها الرادارات وقنابل متناهية الدقة وبعيدة المدى».
من جهة ثانية، وفي أعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني إلى تركيا يومي الخميس والجمعة الماضيين، نفى الرئيس التركي عبد الله غول أن تكون الضغوط الغربية سبباً لعدم إنهاء اتفاق مهمّ يتعلق بالغاز بين بلاده وإيران.
وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن غول قال في رد على سؤال للصحافيين عن اتفاق الطاقة مع إيران، إن «تركيا بلد كبير لا يتلقى أوامر من أحد في ما يتعلق بمصالحها، وإنها تراعي هذه المصالح بما يعود عليها بالمنفعة». وعزا عدم التوصل إلى اتفاق في مجال الطاقة إلى عدم اكتمال التحضيرات الخاصة بهذا الاتفاق، وأن وزيري الطاقة في كلا الجانبين بصدد المضي قدماً في تنفيذ مذكرة التفاهم التي وقّعها الطرفان في وقت مبكر من العام الجاري.
غير أن الصحافة التركية ذكرت من ناحيتها أن خلافات على الأسعار كانت أيضاً وراء التأخر.
وكانت أنقرة قد وقّعت في تموز 2007 اتفاقاً تمهيدياً مع طهران لنقل الغاز الطبيعي الإيراني والتركماني باتجاه أوروبا وتكليف شركات تركية بتطوير ثلاثة حقول غاز في إيران.
كذلك أعلن غول، من جهة ثانية، أن «خطراً» كان محدقاً بزيارة نجاد لتركيا، الأمر الذي دفع بالسلطات التركية إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة أدت إلى عرقلة حركة السير. وقال: «أنا أيضاً انزعجت من الاكتظاظ، لكن شرطة إسطنبول قالت لي إن لديها معلومات تفيد عن خطر لا يمكنها تجاهله، لذلك اتخذنا تلك الإجراءات» الأمنية.
من جهة أخرى، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، إن الثورة الإسلامية في بلاده «أيقظت المسلمين من السبات»، وإن وعي هؤلاء سبّب للعالم الغربي «مأزقاً استراتيجياً». وأضاف لاريجاني أن «المسلمين قد استيقظوا اليوم من السبات، وذلك بفضل الثورة الإسلامية، وإن وعي المسلمين سبّب للعالم الغربي مأزقاً استراتيجياً».
إلى ذلك، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد الرحمن العطية، في بيان في الرياض، «إدانته الشديدة لما قامت به إيران من افتتاح لمكتبين إداريين في جزيرة أبو موسى التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمحتلة من إيران».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز، مهر)