في خضم الأزمة السياسية الهندية على خلفية الاتفاق النووي بين نيودلهي وواشنطن وسحب أحزاب اليسار الهندية دعمها للحكومة، التقت «الأخبار» القيادي في حزب «مركز الوحدة الاشتراكية» الهندي، مانغ مكرجي، الذي شن حملة على حكومة بلاده والمعارضة معاً
مي الصايغ
يرفض مانغ مكرجي وضع حزبه في خانة الأحزاب الشيوعية الهندية التي «هي في الظاهر شيوعية، بينما في باطنها إمبريالية أكثر من سواها». ويرى أن حزبه هو «شيوعي بالفعل، يسير على خطى كارل ماركس ولينين لتحقيق ثورة اجتماعية»، محاولاً إظهار تمايز معارضة حزبه لحكومة مانموهان سينغ عموماً، وللاتفاق النووي خصوصاً، عن باقي الأحزاب «التي تدّعي الشيوعية».
ويري مكرجي أن الاتفاق مع الولايات المتحدة من شأنه تحويل بلاده إلى «مجرد شريك صغير في معكسر الإمبرياليين». ويؤكد أن «حزب المؤتمر الحاكم أجرى مشاورات مع حزبي الشيوعي الهندي (cpi) والشيوعي الهندي الماركسي (cpim) اللذين يدّعيان أنهما يعتنقان الإيدولوجية الشيوعية، وقد حصل منهما على كلمة السر ليمضي سينغ في الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، ومعارضتهما مجرد مسرحية لإيهام الرأي العام بأنهما بطلان في مواجهة الإمبريالية، ولكسب مزيد من الأصوات إذا أصبح خيار انتخابات مبكرة لا مفر منه».
وجزم مكرجي بحصول حكومة سينغ على الثقة، وذلك قبل حصول ذلك بالفعل، ورد ذلك إلى أكثر من اعتبار، مشيراً إلى أن «إجراء انتخابات مبكرة ليس في مصلحة الحزبين الشيوعيين وبهارتيا جاناتا في ظل التضخم الاقتصادي الذي تعيشه الهند والذي من شأنه أن يخفف من فرص فوزها». كما يرى أن هناك نوعاً من الاتفاق المبطّن بين الحكومة والأحزاب الشيوعية.
وعن إصرار الإدارة الأميركية على توقيع المعاهدة النووية، يرى مكرجي فيه «محاولة لمحاصرة الصين في قارة آسيا إلى حد بعيد. إذ إن تنامي التجارة والاقتصاد الصينيين بات يقضّ مضجع الولايات المتحدة، وبطبيعة الحال تحتاج واشنطن إلى دولة تستطيع من خلالها ممارسة الضغوط على الصين. في المقابل، ترى نيودلهي في ذلك فرصة لأن تصبح الدولة الأقوى في القارة».
وتعريجاً على استئناف محادثات السلام بين الهند وباكستان، يرى مكرجي أن «مصلحة الولايات المتحدة تتقاطع مع الحكومة الهندية في إبقاء هذا التوتر حي لأنه يخدم الطرفين. فباسم النزاع في كشمير، تقوم الهند بتطبيق قوانين سوداء لقمع الثوار في صفوف الشعب الهندي باعتبارهم إرهابيين».
لبنانياً، يبدي مكرجي، الذي يتولى الأمانة العامة للجنة «مناهضة الإمبريالية ودعم نضال الشعوب»، إعجابه وفخره بالمقاومة اللبنانية وقائدها السيد حسن نصر الله «الذي جعل الصهيوني الإسرائيلي يرضخ للهزيمة، ما أشعره بأنه نصر لمناهضي الحرب والإمبريالية في كل أرجاء العالم».
وأعرب عن صدمته، خلال زيارة قام بها إلى معتقل الخيام، مشيراً إلى أنه «صعق للأسلوب الإسرائيلي الهمجي وتعذيبه للشعب اللبناني». وقال: «في الهند، الحيوانات كالقطط والكلاب تلقى معاملة أكثر إنسانية»، مطالباً «الحكومة اللبنانية بوضع الرأي العام العالمي في صورة ما جرى، إذ لم تحظ أعمال التعذيب في سجن الخيام بتغطية إعلامية كافية، علماً بأن ما كان يجري في الخيام ليس أقل وحشية عما يجري في معتقل غوانتانامو».
واختتم مكرجي حديثه عن لحظة استقبال الأسرى، التي عدّها «لحظة تاريخية»، إذ لا تغيب عن ذاكرته «صورة إطلالة السيد نصر الله بين ملايين من الناس التي وقفت تصفّق كشلال بشري». وقال «إنه قائد حقيقي بالفعل».