القاهرة ــ الأخبارالمجتمع المخملي الجاذب للسياحة، الذي شهد قبل سنوات سلسلة من العمليات الإرهابية أنحت بمسؤوليتها السلطات المصرية على جماعات العنف المتأسلمة المتأثرة بأفكار تنظيم «القاعدة»، سجلت درجة حرارته أمس، وفقاً لهيئة الأرصاد الجوية الرسمية في مصر، 39 درجة، بانخفاض ثلاث درجات فقط عن مدينة أسوان أقرب المدن المصرية إلى أفريقيا.
ومع ذلك فشرم الشيخ، لا أسوان، احتضنت العرس الأفريقي الذي كان فرصة لكي تطلق وسائل الإعلام الرسمية والحزب الحاكم حملة دعائية تعيد خلالها التأكيد على دور مصر التائه في القارة السوداء.
في حقبة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، كانت القاهرة مأوى للمتمردين على الإمبريالية والرجعية وداعمة لكل حركات التحرر الوطني الأفريقي. اليوم، بعد نحو 27 عاماً من تبوّء مبارك السلطة، فإن القاهرة تستقبل رئيس زيمبابوي، روبرت موغابي، وغيره من عتاة الديكتاتورية، بحجة أنهم حصلوا على شرعية دستورية مشكوك فيها في بلادهم، فيما لا يزال معمر القذافي بسنوات حكمه التي شارفت على الأربعين، عميد الحكام العرب ونائب عميد الحكام الأفارقة الغابوني عمر بونجو.
بالنسبة إلى مبارك، فإن المنتجع هو مكانه الأثير الذي يقضي فيه نصف العام تقريباً بعيداً عن الزحام الصاخب للقاهرة.
ويبعد المنتجع سبعمئة كيلومتر عن العاصمة المصرية، ما يجعله بعيداً عن الزحام التقليدي وما يرافقه من تعقيدات ومشاكل أمنية، فضلاً عن أن وقوع المنتجع في بقعة نائية جنوب شبه جزيرة سيناء يوفر المناخ المناسب للتركيز على جدول أعمال القمة، ويسهل مهمة الأمن في حماية وتأمين القادة والضيوف.
وكانت رحلة منتجع شرم الشيخ مع المؤتمرات الدولية والإقليمية الهامة قد بدأت باستضافة قمة صانعي السلام في الثالث عشر من شهر آذار عام 1996 بهدف الدعوة إلى الابتعاد عن التطرف والعنف.
وفى مطلع شهر آذار عام 2003، عقدت القمة العربية، التي نقلت من البحرين إلى منتجع شرم الشيخ، بسبب التوتر السياسي والعسكري الذي ساد منطقة الخليج العربي مع اقتراب العد التنازلي للحرب الأميركية والبريطانية على العراق.
واحتضن المنتجع في الثالث من شهر حزيران عام 2003، أي بعد سقوط نظام حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في التاسع من شهر نيسان من العام نفسه، قمة أميركية ـــــ عربية غير مسبوقة شارك فيها الرئيس الأميركي جورج بوش ونظيره المصري حسني مبارك وولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، بالإضافة إلى الملك الأردني عبد الله الثاني والملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، بينما تغيّب الملك المغربي محمد الخامس بسبب التفجيرات الإرهابية التي شهدتها بلاده قبل قليل من التئام هذه القمة.
وعرضت مصر إنشاء مكان دائم يكون مقراً لمؤسسة القمة العربية في شرم الشيخ بعد إعلان تونس تأجيلها بشكل مفاجئ قبل أن تعود لتستضيفها مجدداً خلال شهر أيار عام 2004 في العاصمة التونسية.