نائبان «صدريّان» يتحدثان عن ضلوعه في المقاومة العراقيّة وكانت ما تسمّيه لندن «منظمة الأمن الخارجي» لحزب الله وحدها مدرَجة على اللائحة البريطانية للمنظمات الإرهابية، التي تحمّلها لندن مسؤولية الهجمات في الخارج. وإذا صوّت البرلمان البريطاني على قرار الحكومة، فسيحلّ محلها «الجناح المسلّح» للحزب، الذي يشمل أنشطته العسكرية في لبنان.
وأوضح رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون للمشرّعين في مجلس العموم، أن القرار اتخذ «على أرضية صلبة من الأدلة الجديدة التي تؤكد تورّط (حزب الله) في الإرهاب في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلّة».
وبرّر وزير الشؤون الداخلية البريطاني، توني ماكنولتي، قرار حكومته، على خلفية أن «الجناح المسلّح لحزب الله يقدم دعماً للناشطين في العراق المسؤولين عن هجمات ضد قوات التحالف وضد مدنيين عراقيين على حد سواء».
وردّاً على سؤال بشأن توقيت القرار، شدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، باري مارستون، على أن «هذا القرار قانوني وليس سياسياً»، مضيفاً أنه «لا يرتبط بأي شكل من الأشكال بالتطورات الأخيرة في لبنان أو المنطقة».
وفي ظلّ إدراج «الجناح المسلّح» للحزب على لائحة الإرهاب، يصبح الانتماء إلى الجناح العسكري للمنظمة وتمويله وتشجيعه، جريمة يعاقب عليها القانون البريطاني.
وفي السياق، أكد نائبان عراقيان في التيار الصدري، قالا إنهما شاركا في تأسيس «جيش المهدي»، ومسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى، رفضوا جميعاً الإفصاح عن أسمائهم، لوكالة «أسوشييتد برس»، أنّ حزب الله بدأ بتدريب «مقاتلين شيعة»، في منتصف عام 2006 في معسكرين في دير وكتيبان، شرقي البصرة قرب الحدود الإيرانية.
وأوضحوا أن عناصر حزب الله عبروا الحدود إلى إيران في أواخر آذار الماضي، بعد الحملة العسكرية التي قادتها قوات الاحتلال والقوات العراقية على «جيش المهدي» في البصرة تحت اسم «صولة الفرسان»، حيث استأنفوا تدريب الميليشيات في المعسكرات التي كانت مخصصة سابقاً لتدريب المنفيين العراقيين خلال الحرب الإيرانية ــــ العراقية.
وكشف المصدر العسكري العراقي عن أن القوات العراقية اعتقلت عنصراً واحداً على الأقل من حزب الله خلال الحملة الأخيرة على البصرة، وقد سُلّم إلى قوات الاحتلال.
وشدّدت المصادر على أنّ حزب الله خطّط لبعض «أكثر الهجمات دموية» على قوات الاحتلال في بلاد الرافدين، ومنها الهجوم على قاعدة في كربلاء الذي أوقع خمسة قتلى من الجيش الأميركي، وعملية خطف خمسة مواطنين بريطانيين في بغداد في أيار عام 2007، لا يزالون محتجزين حتى اليوم.
وأشار النائبان الصدريان إلى أن علاقة عناصر الحزب كانت محصورة بتدريب «المجموعات الخاصة» المنشقّة عن «جيش المهدي»، والتي تمثّل ركيزة اتهامات واشنطن لإيران بالتورط في العراق.
كذلك لفت مسؤول كبير في «جيش المهدي» في بغداد إلى أن «عمليات حزب الله في العراق كانت بإشراف عماد مغنية».
ورغم أنّ الكلام عن ضلوع لحزب الله في التخطيط والتنفيذ لعمليات في العراق ليس بجديد، إذ إنّه أثير للمرة الأولى بعد إعلان واشنطن اعتقال من قالت إنه قياديّ في حزب الله يدعى علي موسى دقدوق، في العراق، إلا أنّ الجديد هو أنّ المعلومات صادرة عن قياديين في التيار الصدري.
إلى ذلك، أكد دبلوماسي غربي يعمل في الشرق الأوسط، أن حكومة بلاده تمتلك معلومات عن دور «متنام لاهتمام حزب الله في الحوادث في العراق»، فيما أشار مراقبون إلى أن خطاب الأمين العام للحزب، السيّد حسن نصر الله، في أيار الماضي، والذي دعا فيه إلى المقاومة في بلاد الرافدين، عبّر عن رغبته في أداء دور أكبر هناك، وتعزيز صورته في العالم العربي كمواجه للمشروع الأميركي في الشرق الأوسط.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)