عبّاس يلتقي قادة الفصائل ويستثني مشعل... و«حماس» ترفض تسليمه المقارّ الأمنيّة قيس صفديدمشق ــ الأخبار
لليوم الثاني من زيارته إلى دمشق، تعمّد الرئيس الفلسطيني تجاهل قيادة حركة «حماس»، رغم لقائه معظم قيادات المنظمات الفلسطينية المقيمة في العاصمة السوريّة، وبينهم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلّح، في وقت أعادت «حماس» التواصل مع القاهرة لبحث قضيّة معبر رفح وصفقة إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.
وأعلن عضو في الوفد الفلسطيني المرافق لعباس أن الأخير التقى شلّح في دمشق. وأضاف أن محادثات عباس مع مسؤولي الفصائل الفلسطينية ترمي إلى «ترتيب البيت الفلسطيني». وقال إن عباس لن يلتقي قادة «حماس» في العاصمة السورية.
ومساء الأحد، استقبل عباس على انفراد كلاً من الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، وممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر. كما استقبل في مقر إقامته وفداً من الجبهة الشعبية ــــ القيادة العامة برئاسة طلال ناجي، ووفداً من منظمة الصاعقة.
من جهة ثانية، نفى المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إطلاع عباس على ورقة مقدمة من حركة «حماس» للجانب السوري، توضح موقفها من الحوار مع «فتح». وقال إن «الجانب السوري لم يعرض علينا أي ورقة، ونحن لم نسمع بوجود ورقة كهذه».
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال، بعد لقائه عبّاس مساء أول من أمس، «نحن نتلمس من الأشقاء في الفصائل الفلسطينية وفي السلطة الفلسطينية قواسم مشتركة، من أجل التمهيد للحوار الفلسطيني ــــ الفلسطيني، ونتحدث عن أرضية مشتركة لإطلاق حوار فلسطيني يؤدي إلى رأب الصدع الراهن ويوحّد الصف الفلسطيني»، مؤكداً «أن وحدة هذا الصف هي الضمانة للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني».
في هذا الوقت، حرص رئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، على الفصل بين زياراته الأخيرة لمقر الرئيس المعروف باسم «المنتدى»، ومقار أمنية أخرى، وبين تراجع فرص استئناف الحوار الوطني. وقال إنها «زيارات عادية وغير مرتبطة بالحوار الوطني الفلسطيني».
وأشار هنية، للصحافيين على هامش زيارته لمقر تجمع الأجهزة الأمنية «السرايا» في غزة، إلى أن الزيارات «لا تحمل في ثناياها أي تغيير أو تعديل بل إنها تأتي انطلاقاً من كونها مؤسسات تابعة للشعب الفلسطيني».
وفي شأن زيارة وفد قيادي من حركة «حماس» للقاهرة اليوم الثلاثاء، قال هنية إن الوفد سيبحث في «ملفات التهدئة ومعبر رفح والحوار الفلسطيني ــــ الفلسطيني والمعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية». ورأى التزام الفصائل بالتهدئة «دليلاً على مدى تمسكها بالمصلحة العامة». وقال «إن ما حصل من إطلاق صورايخ ما هو إلا عمل فردي»، مضيفاً أن «التلكؤ الإسرائيلي بتنفيذ بنود الاتفاق هو إساءة لمصر التي بذلت جهوداً كبيرة من أجل التهدئة».
بدوره، شن القيادي في حركة «حماس» محمود الزهار هجوماً على أبو مازن، نافياً بشدة نية «حماس» تسليم المقار الأمنية لعباس في مقابل «تأليف حكومة وحدة وطنية تتولى الإشراف على هذه المقار». وجدد إصرار الحركة على معالجة ملف هذه الأجهزة في إطار الحوار الوطني. وقال الزهار إن «الحديث عن إعادة مواقع السلطة في مقابل تأليف حكومة وحدة وطنية حديث غير دقيق على الإطلاق». وأضاف «من يظن أننا ممكن أن نقبل بإعادة جهاز الأمن الوقائي إلى سابق عهده فهو واهم». وتابع أن «حماس تقبل من حيث المبدأ بأن تضع الأمور كلها والملفات على الطاولة، بما فيها إعادة صياغة الأجهزة الأمنية على أسس وطنية صحيحة».
وفي خصوص عدم إجراء لقاء بين عباس وخالد مشعل، قال الزهار «نحن لا نتهالك على مثل هذا اللقاء»، متهماً أبو مازن بأن «لا تصريح لديه من الغرب للجلوس إلى طاولة الحوار ومناقشة قضايا عديدة مع حركة حماس، من ضمنها الأجهزة الأمنية وإعادة صياغتها»، ومشيراً إلى أن «أبو مازن لم يصل بعد إلى مرحلة تمكنه من القول إنه مستعد للحوار».