strong>بعد ثلاثين عاماً على الزيارة التي قام بها الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، إلى الهند في عام 1978، بدأ الرئيس السوري بشار الأسد زيارة مشابهة تستمر خمسة أيام، وصفت بأنها لفتح آفاق جديدة في العلاقات الهنديّة ـ السوريّة
نيودلهي ــ سعاد مكرم
وصل الرئيس السوري، بشار الأسد، أمس، إلى مطار نيودلهي، على رأس وفد يضم وزراء: الخارجية، الاقتصاد، الاتصالات والمغتربين ومعاون وزير الخارجية، وكان في استقباله وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي إيدا باكات أحمد وأعضاء السفارة السورية.وتوقع الوزير الهندي بدء «فصل جديد في العلاقات بين سوريا والهند، فكلتا الدولتين تتمتعان بقواسم مشتركة. سوريا ناضلت لتحرير أرضها من الاستعمار الفرنسي، والهند ناضلت لتحرير أرضها من الاستعمار البريطاني، ونالتا استقلالهما في وقت قريب جداً من بعضهما، وهما الآن دولتان مستقلتان»، مشيراً إلى «أنه في ظل السيناريوهات الدولية المتغيرة في العالم، فإن كلاً من الدولتين أدت دورها في تحقيق السلام والاستقرار الدوليين»، مؤكّداً أن بلاده «تساند القضايا العربية وأنها وقفت ضد احتلال العراق وضد إرسال قوات عسكرية إليه بسبب العلاقات الوثيقة التي تربط الهند بأشقائها العرب، كما تقف الهند إلى جانب القضية الفلسطينية مطالبة بوجوب قيام دولة فلسطينية مستقلة الحدود، كما تتطلع إلى افتتاح سفارة لدولة فلسطين في العاصمة الهندية».
وقال أحمد «إن استقرار منطقة الشرق الأوسط يتمتع بأولوية لدى الهند، فلديها أربعة ملايين هندي يعملون في الخليج، ولذلك فهي تتمسك بهذا الاستقرار وتدرك دور سوريا المهم جداً باعتبارها جارة لكل من العراق وفلسطين والأردن وإيران، ومن هنا فدور سوريا أساسي لتحقيق السلام الشامل في المنطقة».
وبحسب التقاليد الهندية، سيجري استقبال رسمي صباح اليوم للرئيس السوري في القصر الرئاسي. وستقيم رئيسة الهند، بارتيبها باتيل، حفل استقبال رسمياً عند الساعة التاسعة من صباح اليوم، ويتضمن برنامج الزيارة عدة لقاءات رسمية للأسد، بينها مع وزير الخارجية براناب موخيرجي، ومن ثم رئيس الوزراء مانموهان سينغ، وسيتم خلاله التوقيع على اتفاقات تشمل تفعيل التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، على أن يعقبه حفل غداء يقيمه اتحاد غرف الصناعة والتجارة.
وسيلتقي الأسد مع نائب رئيسة الهند، بهايرون شيخاوات، ومع زعيم المعارضة لال كريشنا ادفاني، ورئيسة حزب المؤتمر الحاكم سونيا غاندي، وممثلي وسائل الإعلام الهندية. كما سيزور ضريح المهاتما غاندي.
وساهمت الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين في دفع التعاون الثنائي، وخاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والعلمية والتصنيع. وكان نائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري قد زار الهند مطلع هذا العام لبحث تطوير العلاقات بين البلدين.
وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 24.5 مليار ليرة سورية عام 2007، ومن المأمول الوصول إلى نحو 35 مليار ليرة نهاية العام الجاري.