غزّة، القاهرة ــ الأخبارودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس القوى الفلسطينية كافة إلى الالتزام بالتهدئة، معلناً تأييده الاتفاق الذي «سيؤدي إلى تحقيق المصالح العليا لشعبنا الفلسطيني، ورفع الحصار المفروض على أهلنا في قطاع غزة، وإنهاء الانقسام وتوحيد الوطن تحت لواء الشرعية».
وجاء موقف حركة «الجهاد الإسلامي» إيجابياً، إذ أعلن القيادي في الحركة، نافذ عزام، أنه «رغم تحفّظاتنا على اتفاق التهدئة، لن نكون عقبة في وجه التهدئة ولن نكون سبباً في إفشالها حرصاً منا على وحدة الموقف الفلسطيني وسعياً إلى فك الحصار».
أما «جيش الإسلام»، فقد رأى عبر المتحدث باسمه أبو عبد الرحمن، أنه «طالما أعلنت كل الأطراف موافقتها على التهدئة، فهذا سيخضع لتقدير مصلحة الدين والوطن. إذا اقتضت هذه المصلحة أن يتوقف العمل فسنفعل».
في المقابل، بدت إسرائيل أكثر حذراً وتشككاً، إذ حذّر إيهود أولمرت من أن «التهدئة هشة، وقد تكون قصيرة الأمد»، مشيراً إلى أن «الجيش تلقى أوامر بالتحرك في حال فشلها». ووصف المسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، الاتفاق بأنه «تفاهم». إلا أنه أوضح في الوقت نفسه أن «إسرائيل مستعدة لإعطاء فرصة للتهدئة، إلا أنها تواصل التحضير لعمل عسكري محتمل في حال انهيارها».
وبحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية، وافق أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك على التهدئة ليل أول من أمس بعد عودة جلعاد من القاهرة. وأبدى باراك شكوكاً، معتبراً أنه «من الصعب معرفة كم من الوقت ستستمر التهدئة».
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن «الجدول الزمني للاتفاق ينص على إعادة فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة تدريجاً بعدما كانت قد أغلقت بشكل دائم تقريباً منذ تولي حماس السيطرة على القطاع». وأضافت: إن «مفاوضات بواسطة مصر ستبدأ في 22 حزيران الجاري لمناقشة مصير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وإن ممثلين عن مصر والاتحاد الأوروبي وحماس والسلطة الفلسطينية سيبدأون في 26 الشهر الجاري محادثات حول إعادة فتح معبر رفح بين غزة ومصر».
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، آري ميكيل، إن الواردات للقطاع ستبلغ في المرحلة الأولى نحو 30 في المئة من مستواها قبل أن تسيطر «حماس» على غزة. وأضاف أنه إذا «صمدت الهدنة فسترتفع هذه النسبة تدريجاً».
وأوضح مصدر فلسطيني أن معبري المنطار وصوفا، اللذين تديرهما إسرائيل، سيزيدان نشاطهما بعد ثلاثة أيام من سريان التهدئة.
وفي واشنطن، استقبل البيت الأبيض بحذر نبأ الإعلان عن التهدئة. وقال المتحدث باسمه، غوردن جوندرو، إن «كل ما يؤدي إلى وقف مستوى العنف هو أمر جيد».
كما رحّب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون باتفاق الهدنة، وأمل أن يساهم في تحسين الأوضاع في قطاع غزة.
من جهته، أعلن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، «تأييد سوريا للتهدئة التي أعلنت بين إسرائيل وحماس»، داعياً «الدولة العبرية إلى رفع حصارها عن غزة».
ورأت مصادر سياسية عربية أن حركة «حماس» نجحت مجدداً في إثبات جدوى عمليات المقاومة ضد الاحتلال وبرهنت على أنها فصيل سياسي يعي أهمية الحفاظ على علاقات وطيدة مع مصر.
وقال مصدر مصري لـ«الأخبار» إن القاهرة ستشهد خلال اليومين المقبلين مفاوضات منفصلة وإضافية بين مصر وكل من «حماس» وإسرائيل لمتابعة النقاش حول صفقة لتبادل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.