واشنطن ــ محمد سعيدكشف مسؤولون أميركيون أمس أن إسرائيل أجرت مناورات في وقت سابق من الشهر الجاري، تستهدف على ما يبدو التدريب على احتمال مهاجمة المنشآت النووية الايرانية. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، عن هؤلاء المسؤولين قولهم، إن المناورات الاسرائيلية يبدو أنها تأتي ضمن الجهود لتطوير القدرات العسكرية الإسرائيلية لتنفيذ ضربات طويلة المدى ولتأكيد الخطورة التي ترى بها إسرائيل البرنامج النووي الإيراني.
وأوضحت المصادر نفسها أن أكثر من 100 طائرة إسرائيلية مقاتلة من طراز «أف-16» و «أف-15» شاركت في المناورات التي نُفّذت فوق منطقة شرق البحر المتوسط وفوق اليونان خلال الأسبوع الأول من حزيران. وأشارت الى أن المناورات شملت أيضاً مشاركة مروحيّات إسرائيلية يمكن أن تستخدم لإنقاذ الطيارين المفقودين، فيما حلّقت المروحيّات وطائرات إعادة التزوّد بالوقود لمسافة تزيد على 900 ميل وهي المسافة نفسها التي تفصل بين إسرائيل ومنشأة تخصيب اليورانيوم في نتانز وسط إيران.
ولم تؤكد إسرائيل أو تنفِ صحة هذا التقرير. ورفض المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، مارك ريغيف، التعليق لوكالة «اسوشييتد برس»على ذلك، بينما أوضح متحدّث باسم سلاح الجو الإسرائيلي لوكالة «فرانس برس» أن «القوات الجويّة الاسرائيلية تجري بانتظام تدريبات على مهام متنوعة لمواجهة التحديّات التي تشكلها التهديدات»، من دون أن يضيف أي تفاصيل.
غير أن «نيويورك تايمز» أشارت الى أن مدى المناورات الاسرائيلية يضمن بالفعل أن تشاهدها وكالات الاستخبارات الأميركية وغيرها من وكالات الاستخبارات.
وأشار مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» على علم بطبيعة المناورات، رفض الكشف عن اسمه بسبب دقّة الموقف السياسي، أن المناورات تبدو أنّها تخدم أغراضاً عديدة. ويضيف أن أحد الأهداف الاسرائيلية يتمثّل في التدريب على أساليب التحليق وإعادة التزوّد بالوقود وغيرها من التفاصيل الأخرى المتعلّقة بضربة مُحتملة ضد المنشآت النووية الايرانية والصواريخ التقليدية الطويلة المدى التي تمتلكها طهران. أما الهدف الثاني فهو، بحسب المصدر نفسه، إرسال رسالة واضحة الى الولايات المتحّدة وغيرها من الدول بأن إسرائيل مستعدة لعمل عسكري إذا ما تواصل فشل وإخفاق الجهود الدبلوماسية لوقف إيران عن إنتاج اليورانيوم المخصّص لصنع القنابل.
من جهة أخرى (أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)، أعلن مصدر في هيئة الأركان اليونانية، طلب عدم كشف هويته، أن هذه المناورات التي سُمّيت «غلوريوس سبارتن 08» أجريت بين 28 أيار و12 حزيران. وأفادت وكالة الأنباء اليونانية «انا» أنها أجريت في القسمين الشرقي والجنوبي من جزيرة كريت وفي حقل رماية في لاريسا (وسط).
وفي موسكو، رأى وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، أن إسرائيل قادرة على ضرب إيران لكنها غير قادرة على وقف برنامجها النووي. وأضاف «آمل أن تكون الأعمال الحاليّة مستندة الى القانون الدولي»، مشيراًَ الى أن «القانون الدولي يحمي بوضوح سلامة أراضي إيران أو أي أراض أخرى».
وقال لافروف إن موسكو طالبت الولايات المتحدة وإسرائيل بالتزود بمعلومات واقعية لدعم ادعاءاتها بأن إيران كانت تعمل على بناء أسلحة ذريّة، «لكن حتى الآن، لم نر شيئاً، والنتيجة نفسها توصلّت لها الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة». لكنه أضاف «ليس صحيحاً أن نقول إن إيران تواصل صناعة أسلحة نوويّة».
في المقابل، حذّر خطيب صلاة الجمعة في طهران، آية الله أحمد خاتمي، إسرائيل من مهاجمة بلاده، مؤكداً أن ردّ طهران سيكون «رهيباً». وقال «إذا كان الأعداء، وخصوصاً الاسرائيليون ومؤيّدوهم في الولايات المتحدّة، يسعون للجوء الى القوة فليكونوا واثقين بأنهم سيتلقّون صفعة رهيبة». وأضاف «إذا اقتربتم من إيران الإسلامية بنيّة عدوانيّة فستهبّ أمتنا هبّة واحدة تجعلكم تندمون على فعلتكم الى الأبد».
إلى ذلك، ذكرت قناة «العربية» الفضائية أن المجموعة الايرانية المسلّحة جند الله أعدمت اثنين من 16 شرطياً أكدت أنها تحتجزهم منذ خطفهم الأسبوع الماضي في إيران.
وقالت «العربية»، التي بثّت لقطات قصيرة ظهر فيها رجلان راكعان ومعصوبي الأعين مقابل رجل ملثّم، إنهما أعدما. إلا أنها لم تبثّ لقطات لعملية قتلهما.
وتابعت القناة، نقلاً عن متحدث باسم جند الله، أن الرجلين هما أحد قادة حرس الحدود الايراني ومساعده. وأوضح المتحدث أن قتهلما جاء بعد إعدام السلطات الايرانية الأسبوع الماضي اثنين من أعضاء مجموعته.
وأوضح متحدث باسم جند الله يدعى عبد الرؤوف أن «عملية الخطف جرت الجمعة الماضي (13 حزيران) وأعطينا أسبوعاً مهلة للحكومة الايرانية لأن تطلق سراح مئتي معتقل سياسي سني»، مشيراً الى أن «الحكومة أعدمت في 16 حزيران شابين سنيين».
وهدّد المتحدث بأنه «إذا لم تطلق الحكومة الايرانية سراح معتقلي جند الله.. فسنعدم الـ14 الآخرين».