strong>مُني حزب «العمال» البريطاني الحاكم بهزيمة نكراء في الانتخابات المحلية التي جرت أوّل من أمس، خرج بعدها رئيس الحكومة غوردون براون ليُعلن قبوله بالنتيجة «التي خيّبت آماله»، فيما رأى المحافظون الفائزون أنّ هذه الانتخابات بمثابة تصويت على الثقة ضدّ براون وحكومته العمالية
وصف رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون، في مؤتمر صحافي أمس، نتائج الانتخابات المحليّة بأنها «الأسوأ منذ أربعين عاماً»، قائلاً: «كانت بالفعل ليلة سيئة ومخيّبة للآمال». ودعا إلى «استخلاص العبر»، وتابع: «سنحلّل ما حدث ونمضي قدماً».
وعزا براون هزيمة حزبه إلى ارتفاع كلفة المعيشة، مشيراً إلى أنّ الحكومة سمعت من الناخبين الرسالة التي تقول إن «السكان يريدون التأكّد من أنّ الحكومة ستساعدهم في تجاوز هذه الأوقات الصعبة»، ووعد باتخاذ تدابير تساعد في تعويض ارتفاع قيمة الفواتير.
ورفض براون استباق نتائج العاصمة البريطانية لندن، عندما سُئل عن إمكان تحقيق فوز للمحافظين أيضاً، إلا أنّه أشار إلى أنّ «أخطاراً سترخي بثقلها على العاصمة في حال انتخاب المحافظين».
وتوقّعت وسائل الإعلام البريطانية هزيمة للمرشّح العمالي في لندن كين ليفينغستون. وأشارت إلى أنّ المحافظين على الأرجح سيتمكنون من الفوز برئاسة البلدية، حيث يواجه ليفينغستون، رئيس البلدية العمّالي المنتهية ولايته، منافسة شديدة من جانب المحافظ بوريس جونسون.
وعنونت صحيفة «إيفنينغ ستاندرد» اللندنية اليمينية «أنّه حمام دم بالنسبة إلى براون»، فيما علّق رئيس كتلة المحافظين في مجلس العموم دايفيد كاميرون بأنّ «هذه النتائج ليست سوى تصويت ضدّ براون وحكومته. أعتقد أنّه تصويت على الثقة بالنسبة إلى المحافظين».
وأفادت تقديرات هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بأنّ حزب المحافظين حصل على 44 في المئة من الأصوات، وتبعه الليبراليون الديموقراطيون الذين حصلوا على 25 في المئة، فيما حلّ حزب «العمال» في المرتبة الثالثة بحصوله على 24 في المئة فقط من الأصوات، أي بفارق عشرين نقطة عن المحافظين.
ومن أصل 4012 مقعداً في المجالس المحلية في إنكلترا وويلز، خسر حزب العمال 220 مقعداً، فيما فاز المحافظون بـ 192 مقعداً إضافيّاً والليبراليون الديموقراطيون بتسعة عشر مقعداً، وذلك بحسب نتائج تشمل 122 من أصل 159 مجلساً محلياً. وفقد حزب العمال سيطرته على ستة مجالس، بينما فاز المحافظون بسبعة مجالس، وفقد الليبراليون الديموقراطيون مجلساً واحداً. وتوقّعت وسائل الإعلام أن تعزّز النتائج، التي لا تزال منتظرة في خمسين مجلساً بلدياً، خسائر العماليين بفقدان 250 مقعداً إن لم يكن 300 لحساب المعارضة.
وهذا الأداء هو الأفضل الذي يسجّله المحافظون في انتخابات محلّية منذ 1992، والأسوأ لحزب العمّال منذ الستينيات. حتى إنّه أسوأ من الخسارة التي تلقّاها العماليون عام 2004، عندما حلّوا في المركز الثالث مع فوز لم يتعدّ 26 في المئة. حينها دفعوا ثمن قرار خوض الحرب في العراق الذي اتخذه رئيس الوزراء السابق طوني بلير.
وتسلّم براون رئاسة الحكومة مكان بلير في 27 حزيران من العام الماضي، وهذه أوّل انتخابات يخوضها أثناء الحكم، ومن المنتظر أن تجري الانتخابات التشريعية في أيار عام 2010.
ويربط العديد من المحلّلين بين خسارة براون والهزيمة التي تعرّض لها رئيس الوزراء المحافظ الأسبق جون ميجور في انتخابات عام 1995 المحلية، حيث لم يحصد سوى 25 في المئة من الأصوات، ولم يمضِ عامان على إخفاقه حتى خسر منصبه.
(أ ف ب، رويترز)