بعد 6 سنوات من الاحتجاز في قاعدة غوانتامامو الأميركية في كوبا، عاد مصور قناة «الجزيرة» القطرية سامي الحاج محمولاً على نقالة إلى الخرطوم على متن طائرة عسكرية أميركية مع معتقلَين سودانيين آخرَين هما أمير يعقوب والوليد محمد الحاج. وإلى جانب الاستقبال الرسمي الذي حظي به الحاج في المطار، زار الرئيس السوداني عمر البشير مصوّر «الجزيرة» في مستشفى «الأمل» في العاصمة. زيارة رأى الحاج أنها «رفعت معنوياته وأعادت إليه الحياة وجاءت استكمالاً لكل الجهود التي بُذلت من أجل الإفراج عنه».وأكد سامي الحاج، الذي ألقى الجيش الباكستاني القبض عليه في كانون الأول 2001 واعتُقل منذ حزيران 2002 في غوانتانامو، لقناة «الجزيرة»، إنه عانى من ظروف اعتقال بالغة القسوة، وإن سجّانيه تعمدوا توجيه «إهانات» إلى الإسلام أمامه. وقال «من حقنا أن نذرف دموع الفرح بعد هذه السنوات الصعبة من الإهانة والظلم التي عشناها ليس لسبب، إلا لأننا نؤمن بالله».
وقال شقيقه عصام الحاج «تحدثت مع سامي هذا الصباح، وهو يتكلم قليلاً لأنه يعاني من الآم مبرّحة في ركبته وظهره ولديه مشكلات في النظر». وأضاف «لا يمكننا أن نصدق أنه الشخص نفسه الذي عرفناه قبل اعتقاله»، مؤكداً أن سامي في منتصف الثلاثينات، لكنه «يبدو كهلاً في التسعينات».
وفي السياق، أكد المستشار الصحافي للرئاسة السودانية، محجوب فضل بدري، أن سامي الحاج والمعتقلين السابقين الآخرين «سيمارسون كل حقوقهم الدستورية، ولن يتم التحقيق معهم أو ملاحقتهم قضائياً لإرضاء الولايات المتحدة»، نافياً وجود صفقة بين الخرطوم وواشنطن لإطلاق سراحهم. ورأى أن الإفراج عنهم جاء «نتيجة ضغوط طويلة وصمود بطولي للمعتقلين أنفسهم».
وكان الحاج قد بدأ إضراباً عن الطعام منذ كانون الثاني 2007 وتمّ إطعامه قسراً عن طريق الأنف، بحسب منظمة «مراسلون بلا حدود»، التي أكدت أنه «أُرغم على الاعتراف بصلات مفترضة بين قناة الجزيرة والقاعدة»، وأُخضع لأكثر من 150 استجواباً و«تعرّض للتعذيب بصورة منتظمة». ورأت أن حالة سامي الحاج تمثّل «نموذجاً عن المصير الذي يواجهه المعتقلون» في غوانتانامو.
(أ ف ب، رويترز)