لارسن: حزب الله يتحدّى سلطة الدولة ويمثّل تحديّاً كبيراً للاستقرار الإقليمي
نيويورك ــ نزار عبود وفي نهاية جلسة هادئة نسبياً، قرأ رئيس المجلس مندوب بريطانيا جورج سووارز إيجازاً صحافياً لا يرقى إلى مستوى بيان صحافي أو رئاسي. لكنه قدّم نقاطاً جديدة لم تذكر في أي بيان سابق بدعمه لتأليف حكومة وحدة وطنية والتوافق على قانون الانتخابات النيابية مع انتخاب الرئيس. وأعرب الإيجاز عن «عميق قلق أعضاء المجلس من الصدامات الحاصلة في لبنان، وإقفال شوارع بيروت ومطارها». وشدّد على ضرورة حفظ الأمن والسيادة ودعم المؤسسات الدستورية. وحثّ على إعادة فتح الطرقات فوراً. وشدّد على ضرورة «حل جميع المشاكل عبر الحوار من أجل الخروج من الأزمة السياسية». ودعا جميع الأطراف إلى «العودة إلى طاولة الحوار السلمي وانتخاب الرئيس وفق الدستور، وإنشاء حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات عامة وفق قانون انتخابات تقبل به جميع الأطراف بموجب المبادرة العربية».
الجلسة سبقها وصول شكوى من الحكومة اللبنانية باللغة العربية على حزب الله. وعقدت الجلسة بينما كانت الشكوى لا تزال قيد الترجمة من العربية قبل توزيعها على الأعضاء.
بدوره، تحدّث ناظر القرار 1559، تيري رود لارسن، تفصيلياً عن شبكة اتصالات حزب الله. وقال «إنها، بحسب مصادر الحكومة اللبنانية، تمتد من جنوب الليطاني إلى شمال لبنان. ومن الغرب إلى الشرق وصولاً إلى سوريا والجبال مروراً بالمخيمات الفلسطينية جميعاً».
وتحدث لارسن عن تقرير الحكومة بشأن الوضع في المطار، فقال إن «حزب الله يتحدى سلطة الدولة ويمثّل تحدياً كبيراً للاستقرار في لبنان، الأمر الذي استدعى تنحية الحكومة رئيس أمن المطار» العميد وفيق شقير.
وتطرّق لارسن إلى بيان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المطالب بتراجع الحكومة عن قرارتها. ورأى أن ذلك تحدٍّ من «مؤسسات منافسة لسيادة الحكومة الحصرية وعلى حرية قرارها». ورأى أن «الحزب يحتفظ ببنية عسكرية منفصلة عن الدولة ويهدد الاستقرار الإقليمي». وركّز لارسن على خطوة الوضع الراهن الناشئ من «عدم استجابة سوريا والمعارضة للنداءات الدولية والعربية بانتخاب العماد ميشال سليمان» رئيساً للجمهورية، مؤكداً قلق الأمين العام الشديد من هذا التلكؤ. ودعا إلى ضرورة إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن من أجل وحدة لبنان واستقراره. وقال إن «الرئيس فؤاد السنيورة مدّ يد التعاون إلى سوريا، لكنه لم يتلقّ ردّاً مماثلاً ولم تُُقم سوريا علاقات مع لبنان أو ترسم الحدود بين البلدين». ورأى أن «لبنان لا يزال ساحة صراع إقليمي يهدد استقرار المنطقة وأمنها».
وفي تعليق على كلام لارسن، قال المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، لـ«الأخبار» إن العلاقات الثنائية بين سوريا ولبنان وترسيم الحدود هما شأن ثنائي بين دولتين، وليس شأناً دولياً يمليه لارسن أو سواه. وأضاف إن لارسن «يتحدث خارج إطار الولاية الممنوحة له من جانب المجلس، ويتصرف بناءً على توجيهات دولية وعربية معينة لا تجعله في موقع يستطيع من خلاله أن يؤدي دوراً متوازناً».
وأضاف الجعفري إن «لارسن تطرّق إلى الدول العربية التي لم تحضر القمة العربية، وهو شأن عربي لا علاقة للأمم المتحدة به، وتدخّل في شؤون داخلية لمنظمة إقليمية». وأضاف إن «لارسن يسعى إلى تسييس تقاريره ليجعل سوريا وكأنها تقف وراء كل ما يحدث في لبنان من مشاكل وأزمات، متجاهلاً عمداً كل ما قدّمته سوريا لتوطيد الأمن والاستقرار هناك».
في المقابل، حمّل مندوب الولايات المتحدة، زلماي خليل زاد، سوريا وحزب الله مسؤولية تردّي الأوضاع في لبنان وعدم ترسيم الحدود وإقامة علاقات دبلوماسية. وقال إن «سلاح حزب الله يمنح الميليشيات الأخرى شرعية حمل السلاح. ولا بد من نزع سلاح الحزب وتفكيك شبكات اتصاله ومنع سيطرته على مؤسسات الدولة مثل المطار. وحزب الله يضع شروطاً على انتخاب ميشال سليمان». ورأى أن استقرار المنطقة يتوقّف على استقرار لبنان. وعلّق على خطاب السيد حسن نصر الله، الذي هدد فيه بقطع اليد التي تمتد إلى سلاح المقاومة فقال، «ينبغي أن نأخذ كلامه على محمل الجد. ونحن ندعم الحكومة وعلاقات جيدة مع الدول المجاورة».