مع تمدّد المعارك إلى خارج بيروت، بدت الأراضي اللبنانيّة شبه خالية من زوّارها وقاطنيها العرب والأجانب. غير أنّ الدول العربيّة كانت الأكثر حماسةً في إجلاء رعاياها.فبعد الخطوات التي اتّخذتها كل من السعودية والإمارات والكويت وإيطاليا، من ناحية وضع ترتيبات لترحيل مواطنيها، وخصوصاً عن طريق الحدود البرية مع سوريا بسبب استمرار إقفال طريق مطار بيروت الدولي، حذت الأردن واليمن وسوريا والعراق حذوها.
وكشف سفير الكويت في لبنان، عبد العال القناعي، أنّه «تمّ إجلاء 650 شخصاً حتى هذه اللحظة (أمس) من لبنان من الكويتيين والعرب المقيمين في الكويت خلال الأيام الثلاثة الماضية براً عن طريق سوريا». وأشار القناعي إلى أن هناك بعض الأعداد القليلة من المواطنين الكويتيين الذين قرروا البقاء في لبنان، والسفارة على تواصل دائم معهم. وتابع أنّ قيادة بلاده تقوم بتقييم الأوضاع في لبنان لحظة بلحظة. وإذا استقرت الأمور في الساعات القليلة المقبلة فسيقوم أعضاء السفارة بممارسة مهماتهم من مبنى السفارة في بيروت في منطقة الصنائع.
من جهتها، قدّرت إدارة الهجرة والجوازات السورية عدد العمّال السوريين ممن عادوا إلى بلادهم من لبنان بـ20 ألفاً. وعاد عدد كبير من هؤلاء العمّال سيراً على الأقدام في طرق فرعية، بعيداً عن الطرق الرئيسية التي شهدت إقامة حواجز مسلحة وخاصة على طريق بيروت دمشق، وخصوصاً بعد مقتل 3 من مواطنيهم في شمال لبنان أول من أمس.
أمّا السلطات الأردنيّة، فقد أجلت حتّى اليوم 212 من مواطنيها، معظمهم من طلبة الجامعات.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية الأردنية، فإنّ «طاقم السفارة يعمل على مدار الساعة لمتابعة الاتصال مع باقي الرعايا الأردنيّين الذين لم يغادروا للاطمئنان على أوضاعهم والترتيب لمن يرغب منهم بالمغادرة بالطريقة نفسها (براً)».
وطالبت رئاسة البرلمان العراقي، الحكومة العراقية بحماية أفراد الجالية العراقية المقيمين في لبنان، واتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة لحماية أمن المواطن العراقي.
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، عبد الباري زيباري، إنّ «لجنة العلاقات الخارجية تدارست الموقف، وقدمت توصيات بهذا الشأن إلى هيئة الرئاسة في البرلمان، التي بدورها تبنّت الموضوع، وطالبت الحكومة بالتدخل».
وشدّد زيباري على أن «الحكومة ستتخذ الخطوات اللازمة أسوة بالدول الحريصة على حياة مواطنيها، وذلك عبر توفير الآليات المناسبة لنقل العراقيين في لبنان، إلى مناطق آمنة، ومن ثم نقل الراغبين منهم بالعودة إلى العراق».
بدورها، تسعى وزارة الخارجية اليمنية لوضع ترتيبات عودة رعايا بلادها من لبنان. ونسبت صحيفة « الثورة» الرسمية أمس، إلى مصدر دبلوماسي يمني مطّلع قوله «إن وزارة الخارجية قامت بالتنسيق مع السفارة اليمنية في بيروت لاتخاذ الإجراءات اللازمة لترحيل اليمنيين الموجودين في لبنان سواء من الطلبة أو أعضاء السلك الدبلوماسي».
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب، رويترز)