strong>بول الأشقر في الوقت الذي بدأت فيه شوارع كولومبيا تمتلئ بالمتظاهرين، للمرة الثالثة خلال الأشهر الأخيرة، «دفاعاً عن الحياة»، وللإفراج عن المخطوفين ــ وعددهم يفوق 2500 ــ تأكدت المخاوف من أن الحملة الإنسانية الفرنسية لإنقاذ الرهينة لدى منظمة «الفارك» الكولومبية، إنغريد بيتانكور، خالية من أي ضمانات حقيقية، وأن فشلها أمر وارد بدليل لجوء فرنسا إلى الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وإلى معاونته، عضو مجلس الشيوخ الكولومبي بييداد كوردوبا.
وأكد تشافيز أول من أمس أن وضع المهمة «معقد، معقد، معقد». كما أبدى «استعداده للذهاب إلى الأدغال مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، للإتيان بإنغريد إذا اقتضت الحاجة»، مذكراً بأنه سبق أن طلب من زعيم «الفارك»، مارولاندا، إطلاق بيتانكور. ونصح نظيره الفرنسي بالاتصال بالرئيس الأميركي جورج بوش «لأن بيده عناصر النجاح أو الفشل».
في المقابل، خرجت منظمة «الفارك» أخيراً عن صمتها، وعادت وأكدت بواسطة رودريغو غرانجا، أحد كوادرها الذي أفرج عنه الرئيس ألفارو أوريبي قبل أشهر بطلب خاص من ساركوزي، أنه «لن يجري بعد اليوم أي إفراج أحادي قبل الاتفاق على تفاصيل التبادل الإنساني كما سبق أن قلنا قبل أربعين يوماً».
من جهة أخرى، اجتمع أوريبي أول من أمس مع أحد زعماء «جيش التحرر الوطني» فرانسيسكو غالان، بمبادرة من هذا الأخير الذي قال إثر اللقاء «إني تخلّيت عن العنف ولكنني متمسك بقناعاتي... وطرحت على الرئيس أوريبي توافقاً عاماً للخروج من نفق العنف».
أمّا أوريبي فقد ذكر، من ناحيته، أنه أمر باستعادة التفاوض مع «جيش التحرير الشعبي»، ثاني أكبر منظمة يسارية مسلحة بعد «الفارك». وكانت هذه المنظمة قد عقدت مع الحكومة الكولومبية مفاوضات دامت سنتين بمبادرة من كوبا والكاتب الكولومبي غبريال غارسيا ماركيز، وقد جُمّدت قبل أربعة أشهر إثر وصولها إلى مأزق.
وفي هذا السياق، قال سالفاتوري مانكوزو، أحد زعماء الباراميليتاريس ــ المجموعة اليمينية المسلحة التي سلمت سلاحها بعد اتفاق مع الحكومة ــ إن «مؤيّدي الباراميليتاريس داخل الدولة لم يلقوا أسلحتهم بعد». وحذَّر من «أن تخلّي الدولة عن التزاماتها أخذ يقود الكثير من الباراميليتاريس إلى إعادة التسلُّح في مناطق عديدة». ويأتي هذا التصريح بعد أسبوع من وصول التحقيقات القضائية حول الباراميليتاريس إلى اعتقال دفعة جديدة من السياسيين، من بينهم الأمين الخاص لأوريبي عندما كان حاكماً للمقاطعة أنتوكيا في التسعينيات. ومسألة الباراميليتاريس هذه، إضافة إلى استمرار اغتيالات النقابيين، ما زالت العقبة الأساس التي تحول دون تصديق الديموقراطيين في الكونغرس الأميركي على اتفاقية التجارة الحرة مع كولومبيا.