واشنطن ــ محمد سعيدذكرت مصادر دبلوماسية مطّلعة أن الرئيس المصري حسني مبارك يعتزم زيارة الولايات المتحدة في شهر تموز المقبل للقاء الرئيس الأميركي جورج بوش قبل انتهاء ولايته بخمسة أشهر. وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن الهدف الرئيسي من الزيارة هو «ضمان دعم الولايات المتحدة لانتخاب جمال، نجل الرئيس مبارك، خلفاً له».
ونفت المصادر أن يكون وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، الذي يزور واشنطن حاليّاً، قد تناول موضوع توريث الحكم في مصر، لكنها أكدت أن أحد الموضوعات الرئيسية المدرجة على جدول زيارة أبو الغيط هو ترتيب زيارة مبارك إلى واشنطن والزيارة التي سيقوم بها بوش إلى شرم الشيخ في شهر أيار المقبل، عقب زيارته إلى إسرائيل للمشاركة في الذكرى السنوية الستين لإنشاء الدولة العبرية، الذي سبّب نكبة الشعب الفلسطيني.
وتتزامن زيارة بوش إلى إسرائيل مع انعقاد مؤتمر دافوس في شرم الشيخ، الذي سيحضره عدد من زعماء الدول العربية. وقال السفير المصري لدى الولايات المتحدة، نبيل فهمي، الذي تنتهي فترة خدمته في واشنطن في تموز المقبل، إنه «إذا توجّه بوش من إسرائيل إلى شرم الشيخ، فإن برنامجه سينقسم إلى شقين، أحدهما ثنائي يتضمن قمة مصرية ـــــ أميركية، والآخر متعدد الأطراف يشمل عقد اجتماعات مع الزعماء الآخرين وستكون إما ثنائية أو ثلاثية أو أكثر من ذلك».
وإلى جانب الزعماء العرب، أكدت المصادر الدبلوماسية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) سيشاركان في اجتماعات شرم الشيخ، حيث ستعقد قمة ثلاثية تضم أولمرت وعباس وبوش. وعزت هذه المصادر القمم الثنائية (العربية ـــــ الأميركية) إلى رفض دول عربية، بينها السعودية، الاجتماع مع أولمرت.
وكان أبو الغيط قد التقى، أوّل من أمس، وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، لنحو ساعة، أبلغ الصحافيين بعدها أنه بحث تحريك عملية السلام في المنطقة وتسريع خطواتها والوضع في العراق. ونفى أن يكون قد بحث موضوع لبنان أو تسوية الخلافات بين الرئاسة الفلسطينية وحركة «حماس».
وعقد أبو الغيط أيضاً لقاءات مع بعض رؤساء اللجان الفرعية والنوعية في مجلس النواب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، المرافق لأبو الغيط، إن اللقاءات «اتّسمت بالصراحة التامة، حيث طرح وجهة النظر المصرية في الموضوعات الإقليمية المهمة، وحظي النزاع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي بالجزء الأكبر من الاهتمام والنقاش».
وأشار زكي إلى أن أبو الغيط أكد حرص مصر على تطوير علاقات الصداقة مع الولايات المتحدة «مع رفضها لأي مشروطيات ترتبط ببرنامج المساعدات الأميركية إلى مصر، ليس فقط باعتبارها مبدأً لا يمكن مصر القبول به، لكن أيضاً باعتبارها لا تعكس فهماً حقيقياً للواقع المصري وللدور المصري في المنطقة».