الخليل ــ الأخبارالكركي (60 عاماً) يعمل في المصنع منذ كان في العشرين من عمره، حتى تشابه لون لحيته بلون الخيط الرئيسي في الكوفية. يتجوّل بين آلة وأخرى في ممرات المصنع الضيقة وحيداً وسط ضجيج عال، بعدما غادر معظم العمال. ويقول: «كان يعمل في المصنع نحو خمسة عشر عاملاً، فضلاً عن العاملات اللواتي كنّ يطرِّزن الكوفية».
ويتابع كركي بحسرة: «الصين خربت بيوتنا، والاستيراد جلب لنا العطل والضرر»، محمّلاً الحكومة مسؤولية السماح بالاستيراد الهائل من الصين، والتقليد غير المبرر للمنتوجات الأصلية الفلسطينية.
وكان ياسر الحرباوي (76 عاماً) صاحب المصنع قد قال لوكالة «رويترز»: «منذ عامين اضطررت إلى صرف عمال المصنع؛ لأنني لم أتمكن من المنافسة مع المنتج الصيني الذي يباع بسعر أقل بنسبة 40 في المئة».
المصنع، الذي كان يغطي احتياجات الضفة وقطاع غزة، يحاول اليوم منافسة البضاعة الصينية باللجوء إلى صناعة كوفيات لم يعتدها الفلسطينيون. كوفيات مخصصة للسياح الأجانب، تغيب عنها ألوان الأحمر والأبيض والأسود، لتحل مكانها أخرى بألوان متعددة، منها الأزرق والبنفسجي وغيرها، لتعلن صناعة محلية تكافح للبقاء، وبحاجة إلى من يدعمها.
صناعة الكوفيات ليست وحدها المتضرّرة، ويقول رئيس بلدية الخليل، خالد العسيلي: «إن المنافسة من جانب السلع الصينية تضاعفت نتيجة للقيود الإسرائيلية التي أجبرت 200 مصنع أحذية على الإغلاق في المدينة، ما أدى إلى تسريح 17 ألف عامل». وأضاف أن «أكثر من 40 في المئة من السكان في منطقة الخليل أصبحوا عاطلين من العمل».