بغداد ــ الأخباربعد الإعلان عن عودة وشيكة لوزراء «جبهة التوافق العراقيّة» إلى حكومة نوري المالكي، تسارعت خطوات إعادة تأليف الحكومة العراقيّة، في اجتماع بين نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني. ورغم أنّ ما خرج من اللقاء، الذي عُقد في مصيف صلاح الدين في أربيل، لم يتعدَّ العموميات في «بحث المسائل المتعلقة بإعادة تأليف حكومة الوحدة الوطنية»، فإنّ الموضوع الأوّل الذي طغى، حسبما أوحى به بيان مكتب البرزاني، كان محاولة الهاشمي إقناع رئيس الإقليم الكردي بتطبيق قانون العفو العام الذي أقرّه البرلمان العراقي، ولا يزال يلاقي معارضة من المسؤولين الأكراد.
ومعروف أنّ هذا القانون أوّل من يستهدفهم هم أنصار النظام السابق، وخصوصاً العرب السنّة منهم، الذين يمثّل الهاشمي أكبر أحزابهم. وإثر اللقاء، جاء في البيان الصحافي أنّ «حكومة إقليم كردستان تدرس جدياً تطبيق قانون العفو العام في القريب العاجل».
في هذا الوقت، اعترف وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، بوجود مسائل وصفها «بالحسّاسة» تعوق إبرام اتفاقية أمنية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة.
ودعا زيباري واشنطن «إلى تقديم تنازلات»، عن بعض المسائل، موضحاً لراديو «سوا» الأميركي، أن هذه القضايا «تتضمن رغبة واشنطن في الاحتفاظ بحق احتجاز مواطنين عراقيين لمدة غير محددة، وإعطاء حصانة قضائية للمتعاقدين مع القوات الأميركية، وحق هذه القوات في شن هجمات من دون التنسيق مع الجانب العراقي».
على صعيد آخر، أعلن كل من كتلة «المصالحة والتحرير» البرلمانية (3 مقاعد)، وحزب الوطن، اللذين كان يتزعمهما النائب المقال مشعان الجبوري (المحكوم بالسجن في قضايا فساد مالي، والهارب حالياً من البلاد)، حلّ نفسهما، وإقامة تجمع سياسي جديد باسم «التجمع العربي العراقي»، يضم شخصيات من داخل البرلمان وخارجه.
إلى ذلك، استمرت الاشتباكات العنيفة في مدينة الصدر، بين جيش الاحتلال و«جيش المهدي»، حيث بلغت حصيلة الضحايا عشرات الجرحى و19 قتيلاً.
وفي سياق متصل، أعلن النائب عن الكتلة الصدرية، فلاح شنشل، أن عدد القتلى في مدينة الصدر، منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة في 25 آذار الماضي، بلغ 400 قتيل و1720 جريحاً، بينهم نساء وأطفال.
وجال وفد من البرلمان على المدينة للاطلاع على الأوضاع فيها والمطالبة برفع الحصار عنها. وضمّ الوفد ممثّلين عن «جبهة التوافق العراقية»، و«التحالف الكردستاني» و«جبهة الحوار الوطني» وحزب الفضيلة والتيار الصدري.
وحصدت أعمال العنف أرواح ثمانية عراقيين آخرين في أنحاء مختلفة من بلاد الرافدين، فيما عثرت الشرطة على خمس جثث في الموصل وتكريت.