غزة ـ رائد لافياستشهد قيادي في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، أمس في توغل محدود لقوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة القرارة جنوب قطاع غزة، بينما عثرت الطواقم الطبية على جثة شهيد ظلت مدفونة لثلاثة أيام تحت التراب والأنقاض في مخيم جباليا شمال القطاع.
وأعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي القيادي في «سرايا القدس»، يوسف السميري (40 عاماً)، خلال عملية توغل خاطفة في بلدة القرارة. وقال المتحدث باسم «سرايا القدس»، أبو أحمد، إن قوات الاحتلال تدعمها دبابات توغلت بشكل مفاجئ في البلدة، وحاصرت منزلاً سكنياً تحصّن فيه السميري، قبل أن يشتبك معها مقاومون من «السرايا» وفصائل المقاومة بالأسلحة الرشاشة. وأشار إلى أن المعاينة الأولية أظهرت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أعدمت السميري ميدانياً، بعد إطلاق عيارات نارية من مسافة قريبة أصابته في أنحاء عدة من جسده، مشدداً على أن «عمليات الإعدام والاغتيال لن تمنع سرايا القدس وفصائل المقاومة من مواصلة طريق الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال».
وشارك عشرات الأطفال، أمس، في تشييع الرضيعة أميرة أبو عصر (3 أسابيع)، التي استشهدت أول من أمس جراء إصابتها بشظايا قذيفة مدفعية اخترقت منزل أحد أقاربها، حيث كانت برفقة أسرتها في زيارة عائلية في دير البلح. وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، أمس، عثور الطواقم الطبية على جثمان شهيد جديد من ضحايا المحرقة الإسرائيلية، بعدما ظلت جثته مفقودة لمدة ثلاثة أيام في مخيم جباليا للاجئين.
وقال المدير العام للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، الطبيب معاوية حسنين، إن الشهيد هو نعيم حمدية (45 عاماً) من منطقة عزبة عبد ربه، حيث استشهد في وقت سابق خلال العدوان الإسرائيلي الذي استهدف المناطق الشرقية من مخيم جباليا. وأدان مركز الميزان لحقوق الإنسان عمليات القتل التي ترتكبها قوات الاحتلال في القطاع، وتشكل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، مطالباً بفتح تحقيق جدي في ملابسات استشهاد السميري، ونشر نتائج هذا التحقيق وملاحقة من يشتبه بارتكابهم جريمة حرب.
في هذه الأثناء، اتهمت حركة «حماس» الإدارة الأميركية بالتواطؤ مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ومنحها الضوء الأخضر لمواصلة شن العمليات العسكرية وارتكاب المجازر في غزة. ورأى المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، أن «قرارات المجلس الوزاري المصغّر لحكومة الاحتلال الإسرائيلي بالاستمرار في العمليات العسكرية في غزة هي استمرار للمسلسل الدموي والحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني».
وقال برهوم في، بيان صحافي، إن «زيارة (وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا) رايس إلى المنطقة ولقاءاتها مع جنرالات الحرب الإسرائيلية للتأكيد على مشروع أميركا و(إسرائيل) وهو تدمير قطاع غزة وإسقاط حركة حماس وتدمير برنامج المقاومة». واتهم «رايس بمنح الضوء الأخضر لإسرائيل للاستمرار في استهداف غزة، عندما ألقت باللائمة على «حماس» وتحميلها مسؤولية ما جرى في غزة، وأعطت تبرئة كاملة لهذا الاحتلال من دماء الأطفال والشيوخ والنساء الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في حربها المدمرة على غزة».
وقال برهوم إن ذلك «يعكس التواطؤ بين الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال على استمرار إغراق غزة في شلال من الدماء وإقرار لخطة صهيو ـ أميركية تهدف إلى تصفية برنامج المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية وكل من يعمل على حماية المشروع الوطني الفلسطيني».