أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، أنّه سيوفد نائبه ديك تشيني إلى الشرق الأوسط «ليقدّم طمأنات» في شأن التزام واشنطن العمل لتطبيق اتفاق سلام بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين، وليحثّ الطرفين على احترام «تعهّداتهما».وسيغادر تشيني الولايات المتحدة في 16 آذار الجاري، متوجّهاً إلى سلطنة عمان في إطار جولة تشمل السعوديّة وإسرائيل والضفّة الغربية وتركيا لإجراء مباحثات تتناول «مواضيع ذات اهتمام مشترك مع الشركاء الرئيسيّين» للولايات المتحدة، كما جاء في بيان للبيت الأبيض، تلته المتحدّثة باسمه دانا بيرينو. ويتضمن برنامج تشيني مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، والرئيس الفلسطينيّ، محمود عباس، ورئيس وزرائه سلام فياض. وتأتي الجولة بعد أسبوعين على زيارة وزيرة الخارجيّة الأميركيّة، كوندوليزا رايس إلى فلسطين المحتلّة.
وبعد محادثات مع رئيس الوزراء البولندي، دونالك تاسك في واشنطن، قال بوش: «أنا واثق من أنّنا نستطيع تحقيق رؤية تؤمّن الطريق إلى الأمام، وأنا متفائل بأنّ القادة سيقومون بخطوة إلى الأمام وفعل الأمور الصعبة الضروريّة كي لا يعيش الناس في الخوف والحرمان».
وبعدما كانت التطوّرات الأمنيّة في الأراضي المحتلّة قد وضعت محادثات السلام التي أطلقها مؤتمر أنابوليس المرعيّ أميركياً، على المحكّ، وخصوصاً بعد إعلان الرئيس عبّاس نيّته وقف المحادثات، قالت بيرينو: «سئلت الأسبوع الماضي: لمَ لم يترك الرئيس (بوش) كلّ شيء ويتوجّه إلى الشرق الأوسط؟ وأضافت: إنّ ذلك بكلّ وضوح غير عمليّ، ولكن ما يستطيع الرئيس أن يفعله هو استخدام المواهب والتصميم (التي يتمتّع بها كوادر) حكومته في مهمّته، وإرسالهم في رحلات من أجل تحسين الأمور»، مشيرةً إلى أنّ «الرئيس لن يُصدر أحكاماً على هذا الوضع ما داموا (الإسرائيليّون والسلطة الفلسطينيّة) يجرون محادثات».
على صعيد آخر، وتزامناً مع تسجيل سعر برميل النفط رقماً قياسياً جديداً ناهز 107 دولارات، أعلنت بيرينو، أنّ تشيني سيطلب من السعوديّة، كبرى الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك»، رفع إنتاج الذهب الأسود بهدف خفض أسعاره. وقالت: «إنّي متأكدة أنّ المسائل المتعلّقة بالطاقة ستُبحَث». وأضافت: «بالتأكيد نريد أن نشهد ارتفاعاً في الإنتاج» النفطي، لمواجهة ارتفاع الأسعار الذي يؤثّر على اقتصاد الولايات المتّحدة، المستهلك الأوّل للطاقة عالمياً.
وبعد تسجيله تراجعاً طفيفاً عند افتتاح سوق نيويورك، صعد سعر برميل النفط الخام مجدّداً ليسجّل رقماً قياسياً جديداً، 107 دولارات، بعدما كان قد وصل إلى ذروة الأسبوع الماضي بلغت 106.54 دولارات.
ويُفسَّر هذا الاتجاه في أسعار النفط بالوضع الراهن داخل «أوبك» لجهة حصصها الإنتاجيّة، وبسعر الصرف الضعيف للدولار. وفي هذا الصدد، يتوقّع العديد من المحلّلين أن تستمر قيمة العملة الخضراء بالهبوط مع رسوخ الفكرة بأنّ الاحتياطي الفدرالي الأميركي سيجري خفضاً جديداً للفائدة خلال اجتماعه في 18 من الشهر الجاري، حسبما أوضح المحلّل في شركة «ساميت إنرجي سيرفيسز»، براد سامبلز.
وفي هذا السياق، يقول رئيس شركة أبحاث الطاقة «كاميرون هانوفر»، بول بوتل: «من خلال التصرّف بجشع مع كلّ شيء منظور، يقوم المستثمرون بدفع أسعار الوقود والمواد الغذائيّة إلى مستويات مرتفعة مدمّرة».
كما يرى المحلّلون أنّ ارتفاع أسعار النفط ليس مدعوماً بالأسس التي تقوم عليها السوق، ويشيرون إلى أنّ نسبة المعروض ترتفع بشكل عام، بينما الطلب يستمرّ بالانخفاض.
وقد أسهمت الأزمة العسكريّة التي نشأت الأسبوع الماضي بين فنزويلا، العضو في «أوبك»، وكولومبيا، في رفع أسعار النفط.