نفّذت الاستخبارات الأميركية، أمس، ضربة صاروخية، هي الثالثة في أقل من ثلاثة أشهر، ضدّ هدف لتنظيم «القاعدة» في المناطق الشمالية الغربية، أسفرت عن مقتل نحو 20 شخصاً، بينهم مسلّحون ينتمون إلى جنسيات عربية.وقال الجيش الباكستاني إن نحو 5 أو 6 صواريخ أُطلقت على موقع بالقرب من بلدة وانا، البلدة الرئيسية لجنوب وزيرستان، فيما أعلن التلفزيون الباكستاني الرسمي أن عدد الصواريخ التي سقطت على منطقة سكنية بلغ سبعة، وأدى إلى مقتل 20 شخصاً على الأقلّ.
وأكّد مسؤولون في الاستخبارات الباكستانية سقوط مسلّحين عرب وأوزبك بين القتلى في منزل يعود إلى الزعيم القبلي سافراز خان. وأضافوا إنّ صواريخ عديدة أُطلقت أيضاً على منزل مجاور.
من جهته، قال المتحدث العسكري باسم القوات الأميركية في أفغانستان، كريس بيلشير، إن «قوات التحالف نفّذت عملية هجومية في مقاطعة باكتيكا التي تقع قرب الحدود مع جنوب وزيرستان».
وفي اعتداء نفّذه المتمرّدون ضدّ هدف أجنبي أوّل من أمس، قُتلت امرأة تركية وجُرج ما لا يقلّ عن عشرة أشخاص، بينهم أربعة أميركيين ويابانيين وكندي وألماني وإيطالي وبريطاني، في انفجار قنبلة داخل مطعم «لونا كابريسي» الإيطالي الذي فُتح عام 1996 ومعروف بأنه أحد المطاعم النادرة التي تقدّم الكحول في إسلام آباد.
وقال نائب مفتش الشرطة الجنرال شهيد نديم بالوخ إن «إمرأة تركية قُتلت في الانفجار كانت تعمل في وكالة إغاثة»، فيما أعلنت المتحدثة باسم السفارة الأميركية كي مايفيلد أنه «كان من بين المصابين موظفون في السفارة الأميركية».
على المستوى السياسي، تعقد الجمعية الوطنية الباكستانية الجديدة المنبثقة عن الانتخابات التشريعية التي جرت في 18 شباط اليوم جلستها الأولى، فيما بدأت ترتسم بوضوح ملامح مواجهة مباشرة بين الرئيس برويز مشرف والبرلمان الذي يهدّد بإطاحته.
ويرى المحلّل السياسي شفقة محمود أن «مشرّف يبذل كل ما في وسعه للبقاء في الحكم، فهو يحاول تفريق خصومه كما أنّه ماطل في الدعوة لانعقاد الجمعية الوطنية، لكن لا يمكن إلا أن يخرج خاسراً من هذه المعركة»، فيما رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة العلوم الإدارية في لاهور، رسول بكش ريس، أنّ «البلاد على وشك الدخول في مرحلة انتقالية ديموقراطية جديدة لأن النوّاب الجدد يشكّلون المجلس الأكثر تمثيلاً واعتدالاً وليبرالية منذ عام 1970»، مؤكّداً أنّ لم يعد لدى مشرّف سوى خيارين «إما الاستقالة أو الهزيمة في معركة حامية مع البرلمان».