المعلّم ينتقد تضييع لبنان «فرصة ذهبيّة» ويتّهم واشنطن بالسعي إلى إفشال الاجتماع العربيالقاهرة ــ خالد محمود رمضان
دمشق ــ الأخبار
انضمت مصر، أمس، إلى المملكة العربية السعودية في خفض مستوى تمثيلها في القمّة العربية في دمشق، معلنة إرسال وزير دولة، على عكس مع أشيع سابقاً عن تمثيل وزير الخارجية أحمد أبو الغيط لها، وهو قرار لم يعلّق عليه وزير الخارجية السوري وليد المعلم باعتباره «قراراً سيادياً»، إلا أنه انتقد المقاطعة اللبنانية، مشيراً إلى أن لبنان «أضاع فرصة ذهبية».
وقالت مصادر مصرية مطّلعة لـ«الأخبار» إن قرار الرئيس المصري حسني مبارك، بعدم مشاركته شخصياً في القمة العربية المرتقبة في العاصمة السورية دمشق وإيفاد وزير الدولة للشؤون القانونية والدستورية، مفيد شهاب، يعني أن العلاقات المصرية السورية مرشحة للتدهور عقب القمة.
ولم يغب مبارك عن القمم العربية التي عقدت منذ توليه السلطة عام 1981 سوى مرتين، الأولى في بيروت عام 2002، والثانية في الخرطوم عام 2006.
وجاء الإعلان عن التمثيل المصري في بيان مقتضب لوزارة الخارجية المصرية بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، التي أوضحت أيضاً أن نائب مساعد وزير الخارجية حسام زكي سيرأس وفد مصر في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيبدأ أعماله اليوم الخميس ويستمر يوماً واحداً.
بدوره، رأى زكي أن تسوية الأزمة اللبنانية عنصر مهم في إنجاح القمة. وقال «كنا نأمل أن تتم تسويتها قبل القمة حيث كان هناك أمل كبير بذلك. وللأسف لم يتحقق، ونأمل أن تكون القمة عاملاً مساعداً في تسوية الأزمة اللبنانية». وأكد أن مصر ستعمل كل ما في وسعها من أجل إنجاح المبادرة العربية التي هي أساس لحل الأزمة اللبنانيةوخلال مؤتمر صحافي في دمشق، رأى وزير الخارجية السوري أن «لبنان قد أضاع فرصة ذهبية لبحث العلاقات السورية اللبنانية بغيابه، لأنه كان مقرَّراً مناقشة الأزمة السياسية في لبنان والعلاقات السورية اللبنانية بكل صراحة في الاجتماع المغلق». وشدد على أن «المبادرة العربية هي الأساس لحل الأزمة اللبنانية والمجتمع الدولي باركها ما عدا أميركا».
وقال المعلّم إن «حل الأزمة اللبنانية يقع على عاتق اللبنانيين من خلال الحوار، وعلى الدول العربية تشجيع الحوار اللبناني، ولا سيما تلك الدول التي ترتبط بعلاقات جيدة مع لبنان مثل السعودية ومصر». وقال، رداً على سؤال، «إن قمة دمشق هي القمة العربية الوحيدة التي لا دخل لأميركا بجدول أعمالها ولا في قراراتها». وأكد أنه «في ظل الحاجة الكبيرة للتضامن العربي المشترك فإن العرب بحاجة إلى قمة كقمة دمشق».
وأشار المعلّم إلى أن «أحد أهم ملفات القمة هو بحث استراتيجية السلام العربية وتفعيلها»، داعياً إلى التمييز «بين المبادرة العربية للسلام التي أقرت في لبنان والتي تشكل الأساس الذي استند إلى قرارات مجلس الأمن من أجل حل الصراع العربي الإسرائيلي وبين استراتيجية السلام العربية التي لن تعدل ولن تغير من مبادئها، ولكن سنرى هل ستفعّل المبادرة أم تترك جانباً وتنتهج خطوات أخرى حتى تنصاع إسرائيل لإرادة السلام».
وقال المعلم إن الرئيس بشار الأسد سيرأس أعمال القمة العربية فور وصوله إلى قاعة الاجتماع، ما يعني أنه لن يكون هناك تسلم وتسليم. وقال إنه لن يسمح إلا للدول التي يحضر رؤساؤها بالحديث في القمة. وأضاف «السيد الرئيس بشار الأسد اختار أن تكون قمة دمشق مميزة بأن يترك الحديث والخطب فيها للقادة العرب».
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت قمة دمشق هي آخر قمة دورية، قال المعلم «لكل بلد عربي قراره في استمرارية القمة». وأضاف «لكن لماذا لا تكون قمة دمشق نقطة تحول في التضامن العربي؟».
واتهم المعلم واشنطن بممارسة ضغوط لمنع انعقاد القمة وإفشالها. وقال «إن قمة دمشق تلقّت ضغوطاً هائلة من الولايات المتحدة سواء عبر الرئيس (جورج) بوش ونائبه ووزيرة خارجيته وكل ذلك من أجل منع انعقادها وإفشاله». وقال إن «كل ما يشاع في مجلس الأمن عن تهريب أسلحة إلى لبنان عبر سوريا إنما هو في إطار محاولات الضغط على القمة».
وأضاف «أميركا دعت إلى تقسيم العالم العربي لمحورين ونسف الاتصال العربي لأنها تريد قطف الدول العربية حبة حبة». وأضاف «نحن نسعى لتحقيق التضامن العربي لمواجهة المشاكل التي تعترضه».
ورداً على سؤال عن دعوة إيران لحضور القمة، قال المعلّم «الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد حضر قمة التعاون الخليجي، وسوريا وجهت الدعوة لإيران ودول عديدة أخرى تربطها مصالح جيدة مع الدول العربية».
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أن بلاده ستقترح على قمة دمشق عقد القمم الدورية في مقر الجامعة العربية لا في بلدان الدول الأعضاء، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وفي مؤتمر صحافي، في ختام اجتماع وزراء الاقتصاد والاجتماع العرب، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، إن القمة الاقتصادية التي ستعقد في الكويت العام المقبل «أحد أهم أهداف القمة العربية»، مشدداً على أنها ستعالج «قضايا هامة وحساسة».
وتناول موسى ما وصفه بـ«التعقيدات» العربية ـ العربية التي ستتناولها القمة، مشدداً على أن الملفين اللبناني والفلسطيني سيطرحان بـ«قوة وإسهاب» في الاجتماعات المزمعة. وأضاف أنه «لا نية في إفشال قمة دمشق»، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن «هناك تعقيدات في العلاقات العربية وهذا ما ستتناوله القمة»، مشيراً إلى «أن الموضوع اللبناني سيكون مطروحاً بقوة في جلسات القمة المغلقة».
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، قد أعرب عن أسفه لعدم حضور لبنان القمة العربية. وقال لـ«التلفزيون المصري» «إن الكثيرين كانوا يرون أن حضور لبنان مفيد لطرح قضيته، ولكن الرأي استقر في الحكومة اللبنانية على عدم الحضور».


تل أبيب تترقّب «امتحان الحلف السوري ـ الإيراني»
نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، عن دبلوماسيين عرب قولهم لها إن دول الخليج قلقة جداً من توثيق العلاقات بين سوريا وإيران. وقال أحد الدبلوماسيين للصحيفة «إن التقدير السائد في هذه الدول أنه من غير الممكن قطع العلاقة بين هاتين الدولتين في الوقت الحاضر».
وأشار الدبلوماسيون، بحسب ما نقلت عنهم الصحيفة، إلى أن «الدول العربية المعارضة للتأثير الإيراني ليست مستعدة للإعراب عن رأيها علناً، خشية من أن تكون عرضة لرد فعل إيراني». وأوضحوا أن «الزعماء العرب المعتدلين يرون أن التموضع علناً في خانة الهجوم على إيران سيضر بشعبيتهم وسط الجمهور في دولهم، الذي يدعم بأغلبيته إيران ومواقفها».
وفي السياق، ذكرت «هآرتس» أن الحكومة الإسرائيلية تعلّق أهمية كبيرة على القمّة العربية المرتقبة في دمشق، وترى فيها «امتحاناً للحلف السوري ــ الإيراني». ووفقاً للصحيفة، فإن المؤسستين السياسية والأمنية في إسرائيل تقدّران أنه ليس لدى الرئيس السوري بشار الأسد رغبة أو مقدرة في الانفصال عن التأثير الإيراني، وإن تغيّب أيضاً قادة عرب كثر عن القمة.
(الأخبار)