غزة ــ رائد لافيالقاهرة ــ الأخبار

8 شهداء في غزّة و«حماس» ترفض «وساطة» عباس لوقف إطلاق النار

فيما استشهد 8 فلسطينيّين وأُصيب 18 آخرون، في سلسلة غارات جويّة نفذتها الطائرات الإسرائيليّة في مناطق متفرّقة من قطاع غزة، استبقت مصر أمس زيارة مرتقبة لرئيس جهاز استخباراتها، اللواء عمر سليمان، إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية بتصعيد قويّ ضدّ حركة «حماس» التي لجأت في المقابل إلى التهدئة.
وفي تصريحات ناريّة نقلتها وكالة «أنباء الشرق الأوسط»، رأى وزير الخارجيّة المصري، أحمد أبو الغيط، أنّ السماح بدخول الفلسطينيّين للأراضي المصريّة عبر تفجير ثُغر في جدار معبر رفح عند الحدود مع قطاع غزّة «جاء لأسباب إنسانية» وأنّ «مصر لن تسمح باقتحام حدودها ثانيةً»، محذّراً من أنّ «كلّ من يعبر خطّ الحدود سنكسر رجله».
وشدّد أبو الغيط على أنّ الوضع الراهن في القطاع تتحمل مسؤوليّته إسرائيل لأنّها ردّت على إطلاق الصواريخ الفلسطينية بعقاب جماعي، من خلال فرض حصار على غزة، وهو أمر مخالف للقانون الدولي ويخلّف كوارث إنسانية. وانتقد في الوقت نفسه، استمرار إطلاق هذه الصواريخ، مشيراً إلى أنّ «الصورايخ بدأت تسقط قرب محطة كهرباء ومخازن للوقود داخل إسرائيل تمد قطاع غزة بالوقود والكهرباء».
ورأى الوزير المصري أن «المواجهة» بين إسرائيل و«حماس» هي «مواجهة كاريكاتوريّة ومضحكة لأنّ الاشتباك مع خصم بمعركة يعني أن تُلحق به ضرراً لكن لا تشتبك لكي تتلقى أنت الأضرار. اليوم الصواريخ التي تُطلق إمّا تعود مرة أخرى لتقتل أبناء فلسطين أو تفقد في الرمال داخل إسرائيل فتُعطي الفرصة لإسرائيل بأن تقوم بضرب الفلسطينيين».
وحذّر أبو الغيط من أن رفض «حماس» لإعادة تشغيل معبر رفح الحدودي بطريقة قانونية وعودة المراقبين الأوروبيين، يعني أنّها «تعاقب الشعب الفلسطيني لأنّه هو المتضرّر من إغلاق المعبر».
وفي ما يتعلّق بإعادة التفاوض حول شروط معاهدة السلام المصريّة لنشر قوّات تضبط الحدود، أوضح أبو الغيط أنّ المعاهدة «لها ضوابط خاصّة تنصّ على وجود القوّات العسكريّة على خط الحدود المصريّة ــــــ الإسرائيليّة وعلى الوجود العسكري المصري في بعض مناطق سيناء». وأشار إلى وجود مناطق «الوجود المصري فيها كامل وهناك ما لا يقل عن فرقة مشاة ميكانيكية كاملة ونحو 250 دبابة مصرية، إضافةً إلى 240 مدفعاً وأكثر من 25 ألف فرد من القوّات المسلحة المصرية داخل سيناء».
تهديد أبو الغيط جاء متزامناً مع توجيه مشايخ القبائل في سيناء برقية إلى الرئيس المصري حسني مبارك أكدوا خلالها وقوفهم «خلف المحافظ وقوات الأمن وقوات حرس الحدود لحماية حدود مصر الشرقية، وأنهم جند للوطن يقدمون في سبيله الروح والدم».
في هذا الوقت، شهد قطاع غزّة أمس مجزرو جديدة سقط خلالها 8 شهداء، ما رفع عدد الشهداء بعد «عمليّة ديمونا» إلى 18 شهيداً. ونعت كتائب «عز الدين القسّام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، 5 شهداء هم: سائد عبد الله نبهان (22 عاماً)، وحمودة محمد الشرفا (39 عاماً) وأحمد زكريا أبو حميد (25 عاماً) ومحمود يوسف المطوق (26 عاماً) وأسامة فايز عساف (22 عاماً). كما استشهد المقاوم في «سرايا القدس»، التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي»، جودة عبد الله نبهان (30 عاماً).
وجرّاء سقوط صاروخ إسرائيلي في مدرسة الزراعة شمال بلدة بيت حانون شمال القطاع، استشهد المدرّس هاني شعبان نعيم (40 عاماً) وأصيب 3 طلّاب بجروح متفاوتة. وفي وقت لاحق، استُشهد المقاوم في كتائب «عز الدين القسام» سهيل الغصين، متأثّراً بجروح كان قد أصيب بها أوّل من أمس، في قصف للطائرات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون شمال القطاع.
من جهتها، توعّدت «حماس»، على لسان المتحدث باسمها في مدينة خان يونس حماد الرقب، إسرائيل بمزيد من العمليّات الاستشهاديّة، كلما ازدادت جرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية. وقال «على الاحتلال أن ينتظر رسائل المقاومة وفعلها في كل مكان على خطى عملية ديمونا الاستشهادية».
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة «هآرتس» إن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تولي اهتماماً للبيان الصادر عن مندوب حماس في إيران ابو اسامة المعطي، الذي أشار فيه إلى أن عملية ديمونا ليست سوى البداية وأن على إسرائيل أن تتوقع موجة من العمليات داخل الخط الأخضر». وقالت الصحيفة إن «تجديد العمليات ما وراء الخط الأخضر وبصورة علنية، يتوافق مع ما يطلبه الجناح العسكري في حماس، الذي يريد تصعيد العمليات التخريبية ضد إسرائيل، سواء من خلال إطلاق صواريخ القسام أو من خلال مخربين يقومون بعمليات انتحارية من القطاع إلى سيناء ومن هناك إلى النقب، وفي المقابل من الضفة الغربية إلى وسط إسرائيل».
وفي السياق، أبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداده لمحاولة العمل من أجل التوصّل الى «وقف إطلاق نار متبادل» مع إسرائيل في قطاع غزة. وقال المتحدّث باسم الرئاسة الفلسطينيّة، نبيل أبو ردينة، لوكالة «فرانس برس»، «كما أعلن الرئيس عباس مسبّقاً عن أنّه على استعداد لتسلّم المعابر في غزة لرفع معاناة أبناء شعبنا، فإنّه يجدّد التأكيد على استعداده لتسلّم المعابر فوراً»، معتبراً ذلك «مبادرة من الرئيس عباس من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني».
غير أنّ المتحدّث باسم «حماس»، فوزي برهوم ردّ بالقول إنّ «ما يطرحه الرئيس محمود عباس هو ابتزاز للشعب الفلسطيني بعدما ترك الشعب الفلسطيني يموت ويذبح»، مضيفاً إنّ عباس «لا يؤمن بخيار المقاومة ضدّ المحتل وهذا من ضمن التسويق للمشاريع الانهزامية تحت شعار أنّه يريد أن يحمي الشعب الفلسطيني».

لدى سؤاله عن التهديد الأميركي بخفض المعونة لمصر بسبب عدم قدرتها على ضبط حدودها مع قطاع غزة، قال وزير الخارجيّة المصري أحمد أبو الغيط «نحن نتابع التصرف المقبل من جانب وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس»، مشيراً إلى أنّ قرار الكونغرس بحجب 100 مليون دولار عن مصر «أعطى الحق» لرايس في «تنفيذ هذا القرار أو عدم تنفيذه»