strong>يحيى دبوق
باراك يتوعّد بتصعيد العدوان... والحصار

هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس بمواصلة عمليات التصفية في قطاع غزة ما لم يوقف الفلسطينيون إطلاقهم لصواريخ «القسام» على إسرائيل، وسط حديث عسكري إسرائيلي عن قيام الجيش بالإعداد لإعادة احتلال منطقة الحدود المصرية مع قطاع غزة، للحيلولة دون تهريب صواريخ «غراد» و«خبراء الإرهاب الذين أنهوا تدريباتهم في إيران ولبنان».
وقال باراك، في ختام مناورة أجراها الجيش الإسرائيلي لقادة كتائب في قاعدة «تسيئيليم» في جنوب فلسطين المحتلة، إنه «إذا استمر إطلاق صواريخ القسام من غزة، فسنواصل التصعيد في عملياتنا العسكرية، وزيادة الإصابات في الجانب الثاني، حتى نصل إلى حل لمشكلة إطلاق الصواريخ»، مشيراً إلى أن ما «يؤدي إلى إيقاف صواريخ القسام هو مواصلة العمليات العسكرية من جهة والعقوبات من جهة ثانية، إضافة إلى التحصينات التي سيجري إدخالها قريباً إلى قسم من البلدات الإسرائيلية» في محيط قطاع غزة.
وفي السياق، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصادر أمنية قولها إن «الجيش الإسرائيلي في صدد بلورة خطط عسكرية جديدة لإعادة احتلال منطقة الحدود المصرية مع قطاع غزة»، وسط حديث إسرائيلي عن تزايد عمليات تهريب صواريخ «غراد» الإيرانية الصنع، إضافة إلى دخول «خبراء إرهاب» فلسطينيين «أنهوا تدريباتهم في إيران ولبنان».
وأشار المصدر نفسه إلى أن «هناك احتمالاً معقولاً لأن يُطلب من الجيش إعادة الاستيلاء على محور فيلادلفي (الفاصل) بين قطاع غزة وسيناء، للحيلولة دون تهريب السلاح ووقوع عمليات إرهابية في إسرائيل»، مضيفاً إنه «إلى جانب التخطيط للقيام باجتياح واسع النطاق لقطاع غزة، يعد الجيش اقتراحاً لاحتلال المنطقة، وفي حال انتهاء التخطيط، سيجري عرض الخطة على المستوى السياسي وطلب الإذن بتنفيذها». لكنه شدد على أن «إقدام الفلسطينيين على إطلاق مزيد من الصواريخ البعيدة والبدائية، سيسرّع من عملية التخطيط».
إلى ذلك، قال مبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، مارك أوتي، الذي يقوم بزيارة إلى إسرائيل، لصحيفة «هآرتس»، إن «التكتيك الإسرائيلي في غزة لم ينجح وفشلت عملية الحصار والعقوبات التي فرضت على السكان (الفلسطينيين)، بل وعززت من وضع حماس التي لم تلق في البحر وأضعفت رئيس الحكومة سلام فياض ورئيس السلطة محمود عباس»، مضيفاً إن «تداعيات النشاطات الإسرائيلية من شأنها أن تحوّل غزة إلى صومال» ثانية.
وشدّد اوتي على أنه «فهم من خلال محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين أن إسرائيل لا تعرف حتى الآن كيف تواجه الوضع الجديد الذي تبلور على الحدود». إلا أنه تحدث عن «أفكار مصرية لحل الأزمة وبدء تغيير جوهري في نسبة التفهم المصري لخطورة المشكلة في (معبر) رفح»، مضيفاً إنه لمس من خلال محادثاته في القاهرة أن «الرئيس (المصري) حسني مبارك ورئيس الاستخبارات عمر سليمان مهتمان بإجراء صفقة كاملة تؤدي إلى تسوية الوضع على الحدود مع مصر واسرائيل والقطاع، تتضمن إعادة فتح المعبر والقيام بنشاطات مكثفة لمنع عمليات التهريب، على أن توافق إسرائيل على اقتراح فياض بنقل السيطرة على المعابر بين القطاع واسرائيل إلى السلطة الفلسطينية».