strong> لم يغب لبنان عن المباحثات الدولية في سوريا أمس، ولا سيما مع وزيرة الخارجية النمساوية أورسولا بلاسنيك، التي توجّهت إلى دمشق بعدما أجرت سلسلة من المباحثات مع الزعماء اللبنانيين في بيروت
شدّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته النمساوية أورسولا بلاسنيك في دمشق أمس، على أن «سوريا لا تستطيع وحدها أن تسهم في الحل في لبنان. من له دور وعلاقة ومهتم فعلاً بأمن لبنان واستقراره وبالحل فيه، سوريا ترحب بمشاركته ومساعدته». وأضاف «لكن يجب أن يكون معلوماً للجميع أن الحل في لبنان يجب أن يكون لبنانياً».
وفي ما يتعلّق بالسلام مع إسرائيل، قال المعلّم إنه «يمرّ عبر عودة هضبة الجولان». وأضاف «نحن جاهزون لإقامة سلام عادل وشامل في المنطقة يقوم على تنفيذ قرارات مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام». وتابع «نرى أن هذا السلام تكون له متطلبات، أولًا يجب أن تتوافر إرادة السلام لدى الطرفين، وثانياً تتطلب استعداداً لدى إسرائيل لإعادة الأرض العربية المحتلة، وهنا أقصد الجولان».
وأوضح المعلم «عندما تتوافر هذه الظروف، تكون سوريا جاهزة للبحث في متطلبات السلام المتعلقة بالأمن على جانبي الحدود للطرفين وبعناصر التطبيع». وأشار إلى أنه «من تجربتنا طيلة عشر سنوات من المفاوضات (مع اسرائيل)، أنجزنا أكثر من 85 في المئة من اتفاقية السلام، لكن لم يكن لدى إسرائيل إرادة سلام».
من جهتها، أعلنت الوزيرة النمساوية، التي التقت الرئيس بشار الأسد، أنها بحثت مع المسؤولين السوريين في موضوع مؤتمر أنابوليس الذي انعقد في تشرين الثاني الماضي. وقالت «لقد شاركت سوريا والنمسا في انابوليس، ويجب أن تتقدم جميع الأطراف» على هذا الطريق.
وشدّدت بلاسنيك على أن «سوريا قوة إقليمية مهمّة ولديها الكثير من النفوذ في المنطقة». وأوضحت أن مباحثاتها مع المسؤولين السوريين تناولت مسائل إقليمية والوضع في لبنان، مؤكدة دعم الاتحاد الأوروبي للمبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية.
وأضافت الوزيرة النمساوية أنها بحثت مع الأسد قضية حقوق الإنسان في سوريا، ولا سيما قضية النائب السابق رياض سيف المعتقل منذ أواخر كانون الثاني. وقالت «لدينا وجهات نظر مختلفة حول مسألة حقوق الإنسان التي ناقشتها والرئيس الأسد». وتابعت «لقد أعربت عن أملنا برؤية سوريا تحترم حقوق الإنسان. هذا هو موقف النمسا والاتحاد الأوروبي... لكن هذا لا يمنع الحوار» مع سوريا.
أما المعلم فقد رأى مناقشة الوزيرة النمساوية قضية المعارض رياض سيف مع المسؤولين السوريين «تدخلاً في الشؤون السورية»، مشيراً إلى أن الأهمية التي أعطيت لقضية رياض سيف هي أحد الأسباب التي شجعت هذا الأخير على خرق القوانين السورية.
كذلك، بحث نائب الرئيس السوري فاروق الشرع مع نائب وزير الخارجية اليوناني بتروس دوكاس أمس التطورات في المنطقة، وتسلّم منه رسالة من الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس إلى نظيره السوري.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الشرع ودوكاس ناقشا خلال اجتماعهما في دمشق «الأوضاع في المنطقة وخصوصاً الحصار المستمر الذي فرضه المحتل الإسرائيلي على أبناء قطاع غزة وما سبّبه من تعقيدات وتداعيات خطيرة».
(سانا، أ ف ب، رويترز)