أشعل اقتراح قدمه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بوجوب إحياء أطفال في العاشرة من العمر ذكرى الأطفال اليهود الذين قُتلوا في المحرقة (الهولوكوست)، النقاش بين اختصاصيي علم النفس والأهل وجبهة اليسار السياسية، وسط اتهامات لسيد الإليزيه باغتصاب التاريخ وإغفال التأثير النفسي لذلك على الأطفال وإثارة الاستياء بين شرائح المجتمع.ودافع الرئيس الفرنسي عن اقتراحه القاضي بأن يتبنى كل طفل في نهاية المرحلة الابتدائية (10 سنوات) ذكرى مقتل الأطفال الفرنسيين في المحرقة. وقال: «علينا إخبار الحقيقة للأطفال، وعلى الراشدين عدم إخفاء الحقائق المخيفة عن الأطفال، وإن الجهل يؤدي إلى تكرار المواقف المقيتة، لا المعرفة».
بدوره، قال وزير الثقافة، إيكساير داركوس: «إن كل طفل سيعطى اسم طفل قضى في المحرقة، على أن يُجري تحقيقاً بشأن أسرته ومحيطه والظروف التي اختفى فيها». وأضاف: «هذا الربط العاطفي سيكون أساس الدراسة».
وأثارت هذه الخطوة انتقادات عديدة، إذ تذمرت نقابات المعلمين من عدم استشارتها في الموضوع. وقال الأمين العام للنقابة، باتريك غونثير: «إنه دس في عقول الأطفال لشحن عاطفي يتخطى قدراتهم». وقال طبيب الأطفال للأمراض النفسية، فريدريك كوشمان، إنه «ضد فكرة إثقال كاهل الطفل بهذا العبء».
وأشار الفيلسوف اليساري، باسكال بروكنر، الذي ساند ساركوزي في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، إلى أن فكرة الرئيس الفرنسي بمثابة «صفعة لطغيان التوبة، ولا تزيد إلا الأسى». وأضاف أن «الأجيال الشابة تم حشوها بأفكار عن الهولوكست لسنوات، ولم يوقف ذلك صعود النزعات المعادية للسامية في الضواحي، إنها مبادرة خطيرة من شأنها إظهار أن الحكم لليهود».
وتجدر الإشارة إلى أنه مع احتلال ألمانيا للأراضي الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية، أبعد نحو 75 ألف يهودي، وفي غالب الأحيان بتعاون مع مسؤولين فرنسيين، وأبيدت غالبيتهم في مركز أوشفيتز في بولندا.
(أ ب، أف ب)