ما إن أعلن إقليم كوسوفو استقلاله، حتى عُدَّتْ هذه الخطوة سابقة تحتذي بها معظم الحركات الانفصالية في العالم. وأولى ردات الفعل كانت في البلقان نفسه، حيث طالب الحزب الديموقراطي الصربي المعارض في البوسنة، باستقلال «الجمهورية الصربية»، حيث يمثِّل الصرب 31 في المئة من السكان.كذلك أعلنت أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، المنطقتان الجورجيتان الانفصاليتان المؤيدتان لروسيا، أنهما ستطلبان من موسكو والأمم المتحدة الاعتراف بهما. ورحبت الأحزاب المعارضة الأذربيجانية في منطقة ناغورني كاراباخ ذات الغالبية الأرمينية بالخطوة، وطالبت الأسرة الدولية الاعتراف بها دولةً مستقلة.
ويتكرر المشهد نفسه في رومانيا، حيث يقيم نحو 1.4 مليون شخص ينحدرون من أصول مجرية. ففيما رفضت بوخارست الاعتراف بالدولة الجديدة، رأت قيادة «اتحاد مجر رومانيا» الذي يطالب بالانفصال، أن استقلال كوسوفو ينشئ «سابقة» تفتح الطريق في المستقبل لحركات مماثلة.
وفي إسبانيا، رأت منظمة «إيتا» التي تطالب باستقلال بلاد الباسك شمال شرق البلاد، أن «معركتها ليست وهماً»، في ظلّ اعتبار مدريد خطوة كوسوفو «غير شرعية».
وفيما رفضت قبرص اليونانية استقلال كوسوفو، رحبت به «قبرص التركية»، داعية «المعارضين إلى أن يدركوا أنه لا يمكن أي شعب أن يعيش تحت رحمة شعب آخر».
ويتوقع المراقبون أن تؤدي «سابقة كوسوفو» إلى تحريك نزاعات عديدة كانت «مجمدة»، كإقليم ترانس ـــــ دنيستر المولدافي، والشيشان وداغستان في روسيا، والتيبت في الصين، واسكتلندا في بريطانيا، وكورسيكا في فرنسا، والأقليات الكردية في الشرق الأوسط.
(أ ف ب)