غزة ــ رائد لافيالقاهرة ــ الأخبار

4 شهداء في غزّة و3 جرحى إسرائيليين في سديروت ومصر تسعى إلى هدنة


كَوّن آلاف الأطفال الفلسطينيّين وطلبة المدارس والجامعات، أمس، سلسلة بشرية امتدّت لمسافة 45 كليومتراً على طول شارع صلاح الدين في قطاع غزّة، رفضاً للحصار الخانق المضروب منذ 8 أشهر، في وقت استشهد فيه أربعة مقاومين فلسطينيين في توغّل برّي إسرائيلي وعمليّات قصف جوّي.
وانتظم أكثر من 40 ألف فلسطيني، غالبيّتهم من الأطفال، في سلسلة بشرية، دعت إليها «اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار»، عند شارع صلاح الدين الذي يصل بين مدينة رفح في جنوب القطاع، وبلدة بيت حانون في شماله، وسط هتافات تندد بالحصار وتحذر من وقوع كارثة إنسانية حقيقية.
ووجد عدنان (13 عاماً) في رفع صورة كبيرة أظهرت طفلاً فلسطينياً يبكي خلف قضبان حديدية، تعبيراً مناسباً عن الحصار. وقال: «إنّنا نموت في اليوم مئة مرة. نريد أن نعيش كبقية أطفال العالم بأمن وحرية وسلام». فيما قالت فتاة ارتدت الكوفيّة، وفضلت الإشارة إلى نفسها بأنها «فلسطينية وكفى»، إنّ «الحصار يخنق الجميع، لا (حركتي) حماس أو فتح، ويجب اتّحاد الجميع للضغط من أجل كسره بأسرع وقت». وأعربت عن اعتقادها بأنّ «الحصار سيشتد ويستمر ما بقيت الأزمة الداخلية».
واستبقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي انطلاق السلسلة البشرية برفع حال التأهب إلى مرحلة ما قبل القصوى، ونشرت نحو 6500 جندي على امتداد الحدود مع القطاع، لمنع أي محاولة لاختراقها. واعتقلت قوّات إسرائيليّة نحو 50 فلسطينياً، جلهم من الأطفال، بعد رشقهم قوات الاحتلال بالحجارة بالقرب من معبر بيت حانون «إيرز» شمال القطاع.
ميدانياً، أعلنت كتائب «عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لـ«حماس»، استشهاد المقاوم حسام أبو هين (21 عاماً) في غارة إسرائيلية استهدفت محيط معبر المنطار (كارني) شرق حي الشجاعية في مدينة غزة. وفي قصف مماثل، استشهد المقاومان، ثائر مصبح وهاني أبو صلاح، وأصيب آخرون، في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وفي مدينة رفح جنوب القطاع، عثرت الطواقم الطبية الفلسطينية على جثة الشهيد مدحت عايش عوّاد (20 عاماً)، ملقاة بين الأشجار عقب انسحاب قوّات الاحتلال التي توغّلت لبضع ساعات في محيط مطار غزة الدولي شرق المدينة.
وفي السياق، اعترفت مصادر صحافية إسرائيلية بإصابة 3 إسرائيليين في بلدة سديروت، جراء سقوط خمسة صواريخ في البلدة، أصاب أحدها تجمعاً سكنياً.
وغداة إعراب رئيس بلديّة سديروت، إيلي مويال، عن استعداده للقاء مسؤولين من «حماس» لبحث اتفاق يتعلّق بالصواريخ الفلسطينيّة التي تطال البلدة، قال القيادي في الحركة الإسلاميّة، محمّد نزّال، إنّ «حماس مستعدّة للتهدئة ولوقف إطلاق الصواريخ على سديروت إذا أوقفت إسرائيل اعتداءاتها». وأضاف، لوكالة «أسوشييتد برس»، أنّ «الرسالة واضحة ولا تحتاج إلى أيّ اتفاق».
وفي سعي إلى التوصّل إلى هدنة، عقد مسؤولون مصريون، أمس، محادثات غير معلنة مع وفدين يمثلان «حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي». وقالت مصادر مصرية وفلسطينية إن مساعدين لرئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان عقدوا لليوم الثاني اجتماعات مع وفد من «حماس» يضم محمود الزهار وجمال أبو هاشم وسعيد صيام، بالإضافة إلى محمد الهندي من حركة «الجهاد الإسلامي».
وأشارت المصادر إلى أن المحادثات لم تؤدِّ بعد إلى نتيجة إيجابية ملموسة، مشيرة إلى أنه في حال قبول «حماس» و«الجهاد الإسلامي» بعرض الهدنة المصرية مع إسرائيل، فإن القاهرة قد ترتب لجولة جديدة من الحوار الوطني الفلسطيني الموسع.
في هذا الوقت، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد لقائه الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان، الأميركيين إلى العمل من أجل «صنع السلام» بين الفلسطينيين والإسرائيليين وعدم الاكتفاء «برعايته». وقال: «إذا لم يُستَغَلّ عام 2008 لتحقيق السلام، فإنّ الفرص في المستقبل ستكون معدومة للوصول إلى هذا الهدف».
إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، الذي بدأ زيارة إلى طوكيو، قال إنّ «التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين خلال العام الجاري قد يكون صعباً». وأضاف أنّه مستعد لتسوية، حتى لو كلّفه الأمر «تقديم تنازلات مؤلمة».