القاهرة ــ خالد محمود رمضان
عاد الرئيس المصري حسني مبارك أمس إلى القاهرة بعد محادثات في الرياض والمنامة، تركزت على القمّة العربية المرتقبة في دمشق، والموقف المصري السعودي خصوصاً من المشاركة فيها


نفت مصادر مصرية وسعودية متطابقة لـ«الأخبار» أمس، أن تكون القمّة الثنائية بين الرئيس المصري والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز أول من أمس، موجهة ضد سوريا على خلفية التباين في وجهات نظر الدول الثلاث. ورأت أن «من الخطأ تصوّر أن القاهرة والرياض تسعيان لعزل سوريا قبل القمة العربيةوكشفت المصادر عن أن «مبارك وعبد الله اتفقا على أن الحضور في قمة دمشق، إن حدث، لن يكون على مستوى القمة». وأضافت أن الملك السعودي لن يشارك بنفسه في اجتماعات القمة العربية المقبلة، بينما قال مسؤولون مصريون إن مبارك لم يحسم أمر مشاركته من عدمها بعد، وإنه ربما يحضر الافتتاح أو يترك رئاسة الوفد المصري إلى رئيس الحكومة أحمد نظيف.
وأشار مسؤول مصري، طلب عدم تعريفه، إلى أن «القاهرة تلقت علماً بالموقف السعودي وأنها تشارك الرياض مخاوفها حيال تكريس القمة المقبلة مزيداً من الانقسام في الصف العربي». وأوضح أن جهوداًَ مصرية مكثفة ستبذل خلال الأيام القليلة المقبلة باتجاه سوريا لحلحلة الوضع وإقناعها بتعديل مواقفها حيال الاستحقاق الرئاسي في لبنان على نحو يمكّن اللبنانيين من انتخاب رئيس جديد خلفاً للرئيس السابق إميل لحود.
ولم تستبعد مصادر عربية إرسال مبعوث مصري إلى دمشق لإطلاع الرئيس السوري بشار الأسد على تقييم القاهرة والرياض للقمة. كما لمّحت إلى احتمال عقد قمة مصرية ــــ سورية قبل قمة دمشق.
لكن دبلوماسياً سورياً رفيع المستوى قال لـ«الأخبار» إنه «لا علم لديه بأي ترتيبات لمثل هذه القمة»، معتبراً أن عقدها وارد مع ذلك في أي وقت.
وراجت تكهنات بأن سوريا قد تعلن تأجيل عقد القمة إذا لم تضمن حضوراً عربياً رفيع المستوى. وقال مسؤول عربي إن «تكرار سيناريو تأجيل تونس للقمة العربية في آذار 2005 إلى أيار من العام نفسه وارد الحدوث». لكنه لمّح إلى أن إقدام دمشق على تأجيل القمة قد يدفع بعض العواصم العربية إلى المطالبة بعقدها في مصر باعتبارها دولة المقر الدائم للجامعة العربية.
في هذا الوقت، أعلن نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، أن مواقف الدول الغربية والممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة «تسد احتمالات السلام في المنطقة». وقال، خلال استقباله وزير خارجية ألمانيا السابق يوشكا فيشر، إن «المواقف الغربية والممارسات الإسرائيلية ضد قطاع غزة من حصار وتجويع تسد أي آفاق لاحتمالات السلام في المنطقة». وأضاف أن السلام في الشرق الأوسط «لن يتحقق ما لم تتوافر الإرادة السياسية لدى إسرائيل وتتخلّ عن منطق القوة لفرض الوقائع على الأرض».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «الشرع وفيشر عرضا الأوضاع في المنطقة، بما فيها التطورات في العراق والوضع في لبنان، إضافة إلى العلاقات الثنائية السورية الألمانية وأهمية تعزيزها وتطويرها».
من جهته، أعلن فيشر «أنه بحث مع الشرع تطورات الأوضاع في المنطقة، وخصوصاً لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية». وعن الحصار الإسرائيلي على غزة، نقلت الوكالة عن فيشر «تشديده على ضرورة إحلال السلام في المنطقة لأنه الكفيل بإنهاء الصراع ووضع حد للمعاناة».