strong>بول الأشقر
جرت عمليّة إفراج جديدة عن الرهائن في كولومبيا. كما حدث في المرّة الأولى قبل شهرين، توجّهت طوافتان بألوان الصليب الأحمر الدولي في وقت مبكر من يوم أمس، من فنزويلا، ووصلتا إلى مطار سان خوسي ديل غوافياري، وعلى متنها ممثلو الصليب الأحمر ووزير الداخلية والعدل الفنزويلّي، رامون رودريغيز شاسين، الذي بحوزته إحداثيّات نقطة تسلّم 4 رهائن جدد سلّمتهم منظمة الـ«فارك» للرئيس الفنزويلّي هوغو تشافيز.
وشاركت في عمليّة الإنقاذ السيناتور، بييداد كوردوبا، التي تعاون تشافيز، والتي تعاني بسب ذلك من حملة عداء شخصي قاسية من بعض الأوساط الكولومبيّة اليمينيّة، إضافة إلى جهاز طبي فرضته ظروف الرهائن الصحية.
وقد أعلنت مندوبة الصليب الأحمر، بربارا هيرتمان، أنّ منظمتها حصلت على «كل الضمانات» من حكومتَي كولومبيا وفنزويلا للهبوط في أيّ نقطة على الأراضي الكولومبية إذا كان وضع أيّ رهينة يتطلّب عناية طبية طارئة.
وتأتي هذه العمليّة بعد إعلان الـ«فارك» قبل أسبوعين نيّتها الإفراج عن 3 رهائن لـ«دوافع صحيّة». وأضيفت رهينة رابعة بعد أيّام على هذه اللائحة لـ«تدهور» وضعها الصحي، هي السيناتور إدواردو غاشم طربيه الذي اختطف عام 2002، ما أدى آنذاك إلى قطع المفاوضات السياسية التي كانت جارية، ومثّل دفعاً قوياً لوصول ألفارو أوريبي إلى سدّة الرئاسة. أمّا الرهائن الثلاث الباقية (رجلان وامرأة) فهم أعضاء في مجلس النوّاب والشيوخ، خطفوا في حوادث مختلفة بين حزيران وآب من عام 2001.
وبعد الإفراج عن هؤلاء، يبقى في حوزة الـ«فارك» ثلاث «رهائن سياسيّة»، بينها إنغريد بيتانكور، وثلاثة مستشارين أميركيين وعدد كبير من الرهائن العسكريّين.
وقد دعا الرئيس الفنزويلي إلى مؤتمر صحافي متعلّق بالعملية التي جرت بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، إلى فنزويلا وكولومبيا، من أجل التقريب بين أوريبي وتشافيز، للإسراع في الإفراج عن بيتانكور، إلّا أن مهمّته ليست بسيطة. إذ فيما يحثّ تشافيز، وهو القناة الوحيدة «الواقعية» التي بدت مجدية حتى الآن مع الـ«فارك»، على الاستمرار في الوساطة، طلب منه أوريبي «الامتناع عن التعليق» عن شؤون كولومبيّة داخلية.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الكولومبي أنّه اعتقل المسؤول الكبير في الـ«فارك»، مارتين سونبرا، الذي أشرف لفترة على أمن الرهائن. وما يُروّج عنه هو أنّه علّم اللغة الإسبانية للرهائن الأميركيّين الثلاث.
على صعيد آخر، قرّر مجلس القضاء الأعلى الكولومبي، قبل يومين، اعتقال 5 سياسيّين جدد لتورّطهم في علاقات سياسيّة مع ميليشيات الـ«باراميليتاريس» اليمينية. وبذلك يرتفع عدد النوّاب والشيوخ المعتقلين إلى 56، غالبيّتهم الساحقة من حلفاء أوريبي.