strong>لم تحل موجة الصقيع التي تسيطر على إيران منذ أيام، دون تسخين الأجواء الأمنية في مياه الخليج، حيث برز توتر بين زوارق حربية إيرانية وبوارج أميركية في مضيق هرمز، في وقت تستعد فيه طهران لانتخابات تشريعية تجرى في الربيع، قد تحمل تغييرات من شأنها إعادة رسم المشهد السياسي في ضوء التحولات في المنطقة والعالم
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك، امس، أن بلاده «ستواجه» إيران إذا حاولت الاعتداء على بلاده أو على حلفائها، في تصريح جاء في أعقاب إعلان مسؤول في وزارة الدفاع «البنتاغون» أن خمسة زوارق إيرانية سريعة أقدمت مساء أول من أمس على استفزاز ثلاث بوارج حربية تابعة للبحرية الاميركية في مضيق هرمز الاستراتيجي وهدّدت بتفجيرها.
وأوضح المسؤول في «البنتاغون» أن القوارب الإيرانية وجهت تهديدات بواسطة اللاسلكي للبوارج الاميركية تقول «نحن نقترب منكم الآن. وسيتم تفجيركم خلال دقائق».
وجاء في تقرير أذاعته شبكة «سي أن أن» التلفزيونية الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم، أن «الزوارق الإيرانية اقتربت لمسافة 200 متر من السفن الأميركية، وبعد إرسال تحذير بأجهزة اللاسلكي، انتشر البحارة الأميركيون عند مدافع سفنهم وأوشكوا على فتح النيران».
في هذا الوقت، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، أن مسألة تطبيع العلاقات مع أميركا ليست مطروحة على جدول الأعمال حالياً. وأشار، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، الى تصريحات مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي الذي أوضح فيها أن قطع العلاقات مع أميركا ليس دائماً، مضيفاً «نظراً لاستمرار سياسات أميركا العدائية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليس لدى إيران أي برنامج لتطبيع العلاقات مع أميركا، وهذا الموضوع غير مطروح على جدول أعمالنا». وقال حسيني «لم نر من واشنطن منذ انتصار الثورة الإسلامية وحتى اليوم سوى السياسات المعادية».
من جهة ثانية، أكد حسيني أن مستشار خامنئي، علي أكبر ولايتي، التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «قبل ثلاثة أشهر تقريباً».
وفي السياق، أكدت إيران طردها دبلوماسياً ألمانياً بسبب قيامه بـ«أنشطة غير دبلوماسية»، موضحة أن السلطات المختصة هي التي اتخذت ذلك القرار.
ولم يوضح حسيني، أثناء تأكيده النبأ، تفاصيل عن نوع السلطات التي اتخذت القرار أو هوية الدبلوماسي.
ويأتي التأكيد عقب بيان أصدرته وزارة الخارجية الألمانية جاء فيه أن دبلوماسياً ألمانياً اضطرّ إلى مغادرة إيران في أعقاب طرد ألمانيا دبلوماسياً إيرانياً في الصيف الماضي.
وفي الملف النووي، أعلنت المتحدثة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ميليسا فليمينغ، أن المدير العام للوكالة محمد البرادعي سيتوجه الى طهران في 11 و12 كانون الثاني بدعوة إيران «لاستيضاح بعض النقاط الغامضة حول البرنامج النووي الايراني».
وفي الشأن الداخلي، قال رئيس مجلس خبراء القيادة، علي أكبر هاشمي رفنسجاني، إن الانتخابات البرلمانية، المقرر تنظيمها في 14 آذار المقبل، «أفضل شكل من أشكال مشاركة الأمة في النشاطات السياسية والاجتماعية وتفضي إلى رفع شأن ومستوى وصدقية إيران على الصعيد العالمي إذا ما أقيمت بنزاهة».
وفتح باب التسجيل للانتخابات السبت في كل إيران، حيث يتنافس المرشحون على مقاعد البرلمان البالغ عددها 290 مقعداً، بينهم 30 من المرشحين المهمّين سياسياً في العاصمة طهران.
إلى ذلك، عرض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ميزانية أكبر لعام 2008/2009 على البرلمان، قال إنها تشجع على تحقيق العدالة الاجتماعية.
(أ ف ب، رويترز، مهر، يو بي آي)