بغداد ـ الأخبار
يبدو أنّ اللحظة الراهنة هي لحظة رواج الحديث عن المصالحة الوطنية في العراق، رغم أنّه على أرض الواقع لا يمكن رصد أيّ تطوّر سياسي كبير يوحي بأنّ شيئاً إيجابياً يسير في اتجاه اتفاق الطوائف العراقيّة على مشروع سياسي واحد، خارج إطار تبادل الاتهامات بالعمالة للخارج.
وللمصالحة الوطنية في هذه المرحلة، عنوانان: أحدهما داخلي، مع عجز مجلس النواب أمس عن التصويت على النسخة النهائية لقانون المساءلة والعدالة البديل لقانون اجتثاث البعث وتأجيل جلسة أمس ليوم غد، حسبما علمت «الأخبار»، وسط توقّعات بألا يحمل الموعد الجديد أي جديد بسبب بقاء المعارضة له كبيرة.
أمّا العنوان الآخر للمصالحة، فهو في القاهرة، حيث تردّد أن قوى سياسية ستعقد مؤتمراً للمصالحة في العاصمة المصرية تحت غطاء الجامعة العربية، بالتزامن مع ما تردّد من معلومات عن معارضة رئيس الحكومة نوري المالكي لخطوة كهذه، رغم مسارعة وزير الخارجية هوشيار زيباري من القاهرة الى التقليل من قيمة هذه التسريبات.
ورأى زيباري أنّ الظروف في الساحة العراقية حاليّاً «مهيّأة تماماً للتحرك السياسي محلياً وعربياً، وتفعيل دور الجامعة العربية الإيجابي بهذا الاتجاه».
وإذ نفى اعتراض حكومته على تحرك الجامعة العربية لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق، أكّد زيباري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة عمرو موسى في مقر الأمانة العامة في القاهرة، أنّ «رئيس الوزراء العراقي يؤيّد ولا يعارض تحرّك الجامعة ومبادرتها».
ولفت زيبارى إلى إيفاد موسى مساعده للشؤون السياسية أحمد بن حلي مبعوثاً خاصاً الى بغداد قريباً.
لكن دبلوماسيين عرباً أفادوا، لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال» أمس، بأن موسى أبلغ الوزير العراقي بأنّ الجامعة لا تنوي استئناف جهود المصالحة العراقية «قبل لمس استعداد حقيقي من الأطراف المعنية بنبذ الطائفية». وما يدعّم هذه المعلومات، أنّ موسى، الذي كان يقف إلى جانب زيباري في المؤتمر الصحافي، قال إن اللقاء تناول الملف العراقي عموماً، من دون أن يعلّق على موضوع المصالحة العراقية.
وأكّد دبلوماسيون مطّلعون على فحوى المباحثات أنّ موسى اشتكى أثناء اللقاء من أن «سيادة منطق الطائفية والمحاصصة تعرقل جهود الجامعة»، كما لمّح إلى أن «من غير المجدي استئنافها ما دامت الحالة الطائفية قائمة».
وفي نهاية المؤتمر الصحافي، أشار زيباري الى أنه بحث مع موسى في الزيارة التي يعتزم الرئيس الأميركي جورج بوش القيام بها إلى المنطقة اليوم.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «الصباح» الحكومية أمس عن أنّ بغداد أُدرجت ضمن عواصم المنطقة التي سيزورها بوش لبحث تحديد شكل عقد معاهدة طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة».
وفي بغداد، فشل النوّاب العراقيون في اللحظة الأخيرة في التوصّل الى اتفاق يؤدّي إلى تصويت على قانون المساءلة والعدالة، وذلك بسبب عدم القدرة على إقناع نواب التيار الصدري ونواب «القائمة العراقية الموحّدة» و«جبهة التوافق العراقية» بالقبول بالنسخة الجديدة من القانون.