بغداد ــ الأخبار
معارضو «التحالف الرباعي» يتبنّون «وثيقة عهد» تمهيداً لإنشاء تكتّل جديد

كسر اليومان الماضيان في العراق، رتابة الخطابات الأميركية والحكومية العراقية في شأن الاستقرار الأمني النوعي الذي تشهده البلاد منذ أشهر، مع الإعلان عن مقتل 11 جندياً أميركياً في 3 عمليات نوعية، لم تتخلّلها أي عملية انتحارية.
وآخر مرّة قُتل فيه عدد مماثل من الجنود الأميركيين، خلال يومين في العراق، كانت في آب الماضي. وأعلن الجيش الأميركي، أول من أمس، مقتل 3 من جنوده في محافظة صلاح الدين في «عمليات حربية»، ثمّ اعترف أمس بمقتل 6 جنود وجرح 4 في انفجار منزل مفخّخ في محافظة ديالى، حيث بدأت القوات الأميركية والعراقية، منذ يوم الثلاثاء الماضي، عمليات واسعة باسم «فانتوم فونكس». وفي عصر اليوم نفسه، قُتل جنديّان آخران وأصيب ثالث لدى انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في حي البنوك شرق بغداد.
في هذا الوقت، ألقت قوات الاحتلال الأميركية قنابل زنتها 20 طنّاً على أكثر من 40 هدفاً، من قاذفتين من طراز «بي ـــــ1» وأربع مقاتلات «إف ـــــ16»، على الضواحي الجنوبية لبغداد في منطقة عرب جبور، وذلك في مدّة زمنية لم تتجاوز 10 دقائق.
على صعيد آخر، فشل النوّاب العراقيون، أمس، في الاتفاق على صيغة نهائية لقانون المساءلة والعدالة، وأرجأوا البحث فيها، نزولاً عند رغبة كتل نيابية عديدة، بينها الكتلة الصدرية و«جبهة التوافق العراقية». كما أعلن رئيس لجنة التعديلات الدستورية في البرلمان، همام حمودي، اتفاق هيئة رئاسة البرلمان وقادة الكتل السياسية على إحالة المادة 140، الخاصة بتطبيع الأوضاع في كركوك، إلى المحكمة الدستورية العليا للبت فيها.
وفي السياق، أعلن النائب عن كتلة «القائمة العراقية الموحّدة»، إياد جمال الدين، أنّ قوى سياسية عراقية، من مختلف التوجهات، قد اتفقت على مبادئ أساسية على شكل «وثيقة عهد»، تتعلّق بالشأن العراقي، ستعلنها في مؤتمر صحافي يعقد في بغداد خلال اليومين المقبلين بهدف «ترسيخ وحدة العراق وعدم التفريط بثرواته وضرورة توسيع صلاحيات الحكومة المركزية وسيطرتها على شؤون البلاد».
وأوضح جمال الدين أنّ هذه المبادئ هي ثمرة جهود تعقدها هذه القوى منذ أن أُعلن، قبل 4 أشهر، عن مشروع تقسيم العراق وترحيب بعض القوى العراقية به. وقال إن هذه الاجتماعات الأسبوعية تشارك فيها القائمة العراقية، والتيار الصدري، وحزب الفضيلة الإسلامية، وجبهة الحوار الوطني، والكتلة العربية المستقلة، وحزب الدعوة ـــــ فرع إبراهيم الجعفري، والجبهة التركمانية، وحزب الدعوة ـــــ تنظيم العراق، ومجموعة من أعضاء جبهة التوافق والحركة اليزيدية.
وأوضح جمال الدين أن الوثيقة تؤكد «ضرورة جدولة انسحاب القوات المتعدّدة الجنسيّة، وعدم توقيع اتفاقات أمنية مع الولايات المتحدة حالياً»، كما تشدّد على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لبناء الجيش والقوات المسلّحة على أسس وطنية. وأبرز ما ظهر من كلام جمال الدين، غياب أي طرف كردي عن مشروع الوثيقة التي ستُعلَن، والتي توحي بوجود نواة لتحالف سياسي معارض للتحالف الحاكم، بزعامة الائتلاف العراقي الموحّد والتحالف الكردستاني.
ولفت جمال الدين إلى أنّ الأطراف اتفقت على رفض اقتراح الأمم المتحدة تمديد فترة تنفيذ المادة 140 لمدة ستة أشهر أخرى، باعتبار أن الوقت المحدد لذلك قد انتهى في نهاية العام الماضي، بحسب الدستور، وأن مسألة إعادة النظر فيها تعود إلى مجلس النواب حصراً.
وردّاًَ على سؤال عما إذا كانت وثيقة العهد بين هذه القوى السياسية قد تحوّلها إلى جبهة أو تكتل مستقبلاً، أوضح جمال الدين أنّ الحديث عن هذا الأمر «ما زال مبكراً، لكن الاتفاق سيحقّق وجود تيار وطني واسع للتنسيق بين هذه القوى في داخل البرلمان وخارجه بشأن مختلف القضايا الوطنية».