القاهرة ـ الأخبار
خلافاً للاستقبال الشعبي الحافل الذي خصّصه المصريون للرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، الذي قام منتصف سبعينيات القرن الماضي بالزيارة الأولى لرئيس أميركي إلى مصر، فإن الرئيس الحالي جورج بوش لن يحظى بالحفاوة نفسها، لكنه بكل تأكيد قد يكون عرضة لمقاربات مماثلة لما كتبه الشاعر العامي أحمد فؤاد نجم في قصيدته الشهيرة «شرّفت يا نيكسون بابا»، التي أدّت لاحقاً إلى سجنه.
بدمية محترقة وبتظاهرة احتجاج أمام مجلس الشعب، ستستقبل مصر الشعبية اليوم الرئيس الضيف، فيما أنهت مصر الرسمية الاستعدادات الأمنية المعقدة لضمان أمن سيّد البيت الأبيض وسلامته. وتظاهر العشرات من أعضاء مجلس الشعب المصري من جماعة «الإخوان المسلمين» وأحزاب المعارضة أمس أمام مقرّ المجلس احتجاجاً على زيارة الرئيس الاميركي. وطالب المتظاهرون، الذين قدّر شهود عددهم بنحو 100 شخص، الحكومة بعدم استقبال بوش بدعوى أنه «ليس رجل سلام»، بل «مجرم حرب».
وشدّد النواب، الذين تجمعوا أمام البوابة الرئيسية لمجلس الشعب في وسط القاهرة، على رفضهم لزيارة الرئيس الاميركي «بسبب مقتل الاطفال والمدنيين الفلسطينيين واحتلال العراق وتلطيخ يده بالدماء العربية وانحيازه الأعمى إلى إسرائيل».
وقال النائب المستقل مصطفى بكري، في كلمة أمام المتظاهرين، «لن نقبل (حضور) جورج بوش إلا كمجرم حرب يقبض عليه ويجب أن يسلم إلى المحكمة الجنائية الدولية حتى يحاكم على جرائمه ضدنا وضد أهلنا في المنطقة العربية».
وخلال احتجاج في مقر نقابتي الصحافيين والمحامين، أحرق مشاركون صوراً لبوش، ورددوا شعارات لاذعة تنتقد الحكام العرب وتتهمهم بالتبعية لسياسات الولايات المتحدة، منها: «حكامنا يا بهية.. عايشين في الرفاهية.. وشعوبنا حتموت من الطعمية»، و«حسني مبارك والسنيورة (فؤاد).. بوش الأصل وهما الصورة».
وقال النواب المحتجون إنهم يعبّرون عن رأي أكثر من مئة عضو في مجلس الشعب يمثلون جماعة «الإخوان المسلمين» والمستقلين وأحزاب المعارضة. ويتألف مجلس الشعب من 454 مقعداً.
وفيما سيجتمع الرئيس المصري حسني مبارك مع بوش في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر بعيداً بنحو 750 كيلومتراً عن العاصمة المصرية، فإن السلطات تتحسّب لسلسلة تظاهرات في مربع وسط القاهرة حيث مقرّات نقابتي المحامين والصحافيين ونادي القضاء. وانتشرت عشرات من حافلات جنود الأمن المركزي في بعض زوايا القاهرة وعلى مخارجها تحسباً لمواجهة أية تظاهرات شعبية محتملة.