حتدمت المعركة الانتخابية بين المرشحين الديموقراطيين الأوفر حظاً للفوز ببطاقة السباق نحو البيت الأبيض، هيلاري كلينتون وباراك أوباما، مع اقتراب موعد تمهيديات ولاية ساوث كارولينا يوم السبت المقبل. وهاجم أوباما أمس مشاركة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في الحملة الانتخابية لزوجته هيلاري، واصفاً إياه بأنه «مسبب للمشاكل». وقال، في برنامج «صباح الخير أميركا» على قناة «آي بي سي» التلفزيونية، «أتفهم بشكل كامل سبب مشاركته في الترويج لترشيح زوجته، لكنه أخذ حملة الدفاع عن زوجته إلى مستوى أصبح يمثّل بعض المشاكل».
ولفت أوباما إلى أن كلينتون الزوج «يستمر في إصدار بيانات ليست مدعومة بالوقائع عن سجلي في معارضة الحرب على العراق أو مقاربتنا للتنظيم في لاس فيغاس»، متهما إياه «بقضاء معظم وقته في مهاجمتي».
ويحضر أوباما نفسه لتمهيديات ساوث كارولينا، آملاً تحقيق فوز ثان يضيفه إلى الأول الذي حقّقه في ولاية أيوا. وترجّح معظم استطلاعات الرأي فوزه في الولاية التي يغلب عليها الأميركيون من أصول أفريقية.
وفي رد فعل على كلام أوباما، قال مدير الحملة الانتخابية لكلينتون، هوارد وولفسون، إن أوباما قد يكون غاضباً بسبب خسارته للانتخابات التمهيدية في ولاية نيفادا الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أننا «نفهم أن السيناتور أوباما محبط بسبب خسارته في نيفادا لكن الوقائع هي وقائع. الرئيس كلينتون من الأصول الكبيرة في حملتنا الانتخابية وسنستمر في الحديث إلى الشعب الأميركي من أجل الترويج لقضية السيناتور كلينتون».
وكان كلينتون الزوج قد انتقد أول من أمس أوباما واتهمه بأنه روّج لنفسه داخل الجمهوريين خلال إعلان إذاعي في ولاية نيفادا حيث طلب منهم أن «يسجّلوا أنفسهم كناخبين ديموقراطيين ليوم من أجل التغلّب على هيلاري، ثم العودة جمهوريين في الأسبوع المقبل»، ووصف هذا الأمر بأنه لا يبدو «عملاً سياسياً بالنسبة إلي». كما ادّعى أنّ أوباما مدح الجمهوريين عندما قال «منذ عام 1992، حمل الجمهوريون جميع الأفكار الجيدة».
لكن أوباما عاد، في الواقع، وانتقد الجمهوريين في التعليق نفسه عندما أضاف إن «السياسات الاقتصادية التي يناقشها اليوم المرشحون الجمهوريون وتتضمن تخفيضات ضريبية لن تحل مشكلتنا».
ووصلت كلينتون إلى واشنطن، بعدما انتقلت من ساوث كارولينا إلى كاليفورنيا فأريزونا، على أن تنتقل اليوم إلى نيو جيرسي لمخاطبة الجماهير تحضيراً للثلاثاء الكبير في 5 شباط المقبل حيث ستجري الانتخابات في 23 ولاية أميركية، في الحزبين الجمهوري والديموقراطي.
على الجانب الجمهوري، يستعد المتنافسون لمعركة فلوريدا المقرّرة في 29 الشهر الجاري، حيث يسعى جون ماكاين إلى ترسيخ حضوره كأول المرشحين في حزبه بعدما حقق فوزه الأخير في ولاية ساوث كارولينا السبت الماضي. وهي الولاية التي تغلّب فيها سابقاً الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش عليه، والتي قال فيها ماكاين «أدرك أنه طيلة السنوات الـ 28 الماضية، كان الفائز في انتخابات ولاية ساوث كارولينا مرشح حزبنا إلى الانتخابات الرئاسية».
ووضع ماكاين «الجيّد» في سباق الجمهوريين، دفع المرشحين الديموقراطيين إلى اعتباره الشخص الذي يجب أن يستعدوا للتغلّب عليه في الانتخابات المقبلة نظراً للفورة الحديثة التي حققها. وذكرت صحيفة «آر تي تي نيوز» أن كلينتون وأوباما والسيناتور السابق عن ولاية نورث كارولينا جون ادواردز قالوا إن بإمكانهم التغلّب على ماكاين إذا فاز بتسمية حزبه للانتخابات الرئاسية. ونقلت الصحيفة عن ادواردز، الذي تشير النتائج التي حققها إلى الآن بأنه بعيد جداً عن اللحاق بأوباما أو كلينتون، قوله «أعتقد أن بإمكاني الذهاب إلى أي مكان والتنافس وجهاً لوجه مع جون ماكاين».
أمّا حاكم ولاية نيويورك السابق رودولف جولياني، فيقاتل من أجل البقاء في المعركة، وإعادة الحياة لها مراهناً على يوم «الثلاثاء الكبير».
(أ ب، أ ف ب، يو بي أي)