حسن شقراني
استطاعت السيناتور عن نيويورك، هيلاري كلينتون، زيادة رصيدها الشعبي باطراد مذ أطلقت حملتها لنيل البطاقة الديموقراطيّة للانتخابات الرئاسيّة. وفي انتظار المؤتمر التحضيري الأوّل لحزبها، الذي تستضيفه ولاية أيوا في الثالث من كانون الثاني المقبل، يجدر تسليط الضوء على بعض النقاط في «الوضع السياسي» للمحامية الفذّة في إطار حملتها، وخصوصاً أنّها تعدّ «صقراً» بين زملائها في ما يتعلّق بمسائل الشرق الأوسط.
• كلينتون هي «المرشّح المفضّل» لدى الرئيس جورج بوش في معسكر الديموقراطيّين! فقد أعرب الأخير بعد جولة مناظرة بين المتنافسين على ترشيح «الديموقراطي» في 20 من الشهر الماضي، عن اعتقاده بأن السيّدة الأميركيّة الأولى سابقاً هي «مرشّحة عظيمة جداً... ولا يمكن أحداً آخر أن يتحمّل عبء الضغوط مثلها». شهادة قد تدعو كلينتون للاعتزاز، وخصوصاً أنّ منافسها الأوّل، باراك أوباما، تلقّى ثناء من المرشّح في الحزب الجمهوري، رودولف جولياني، على صراحته في الحديث عن تجربته مع المخدّرات خلال لقاء مع طلّاب في مانشستر.
• من حيث التشدّد في مقاربة الأزمة التي تعيشها الولايات المتّحدة في العراق، ومقاربة «حلول» التعاطي مع الملفّ النووي الإيراني، تُعَدُّ كلينتون الأبرز بين زملائها المرشّحين. وهم أنفسهم (ويبدون متفقين على مهاجمتها لكونها محتلّة الطليعة في استطلاعات الرأي) متّفقون على وصفها بأنّها «صقر» في طروحاتها بشأن كيفيّة التعاطي مع الجمهوريّة الإسلاميّة، و«مهادنة» في مطالب تحديد جدول زمني للانسحاب من العراق. ويبدو أنّ الأمر نقطة ضعف لديها، وخصوصاً أنّها غيّرت ثلاث مرّات موقفها من غزو بلاد الرافدين!
• النقطة الأخيرة (تباين المواقف) قد تكون مهمّة من حيث الشكل، لكن ليس من ناحية المضمون؛ ففي «أميركا المعايير المزدوجة»، تغيير المواقف بحسب الاستراتيجيّة مرحوم. والقضيّة الأولى لكلينتون التي رافعت فيها لمصلحة شركة بعد اكتشاف بقايا جرذ فأر في معلّبة فاصولياء ولحمة، تمّت بنجاح... فالحجّة كانت: «في بعض المناطق من الكرة الكرة الأرضيّة يأكل الناس ذلك الجزء!»... مراوغة ناجحة.
• كلينتون واثقة من نفسها وتعتزّ بتجربتها سيّدةً أولى خلال ولايتَي زوجها بيل. وتستثمر هذه التجربة لمهاجمة «المنافس» أوباما؛ فقد شدّدت في خطاب انتخابي على أنّ الأخير غير متمرّس سياسيّاً ويفتقد للتجربة، لذلك فإنّ عمليّة صقل مهاراته، كي يكون رئيساً، «هي العمل التدريبي الأكثر كلفة في التاريخ».
• «الدعم من الزوج» يُستثمر بالكامل. ويبدو واضحاً أنّ العلاقة بين هيلاري وبيل، رغم ما شابها خلال فضيحة مونيكا لوينسكي، وبعدها، أُكملت بإيجابيّة بشكل تصاعدي لتصل إلى مرحلة يطلب فيها الأخير من الناخب الأميركي الذي لم يحسم خياراته بعد، التصويت لهيلاري «من أجل إعادة أميركا إلى المستقبل».