strong>أطلقت القوات العراقية أمس خطة أمنية في مدينة البصرة الجنوبية، التي تعد معقلاً مهمّاً للتيار الصدري، بالتزامن مع تواصل الخطة الأمنية في العاصمة بغدادلكن الإجراءات الأمنية الأميركية والعراقية المكثفة لم تضع حداً للعمليات ضد الاحتلال الذي قتل 6 من جنوده في العراق

أعلن جيش الاحتلال الأميركي أمس مصرع ستة من جنوده وإصابة اثنين آخرين في هجمات منفصلة في ديالى والأنبار، في وقت قال فيه الجيش البريطاني، في بيان له، إن «أكثر من 2000 جندي عراقي و1200 جندي بريطاني يشاركون في عمليات من أجل تعزيز أمن مدينة البصرة»، مضيفاً إن العملية «ستستمر ثلاثة أيام تشمل غلق المنافذ الحدودية بين العراق وايران، وإقامة طوق أمني حول المدينة».
وقال الجيش البريطاني إن العملية تستهدف «وقف التهريب، والميليشيات الخارجة عن القانون»، مشيراً الى أن هذه هي «أول عملية أمنية على هذا النطاق تقوم بها قوات الأمن العراقية في جنوب العراق».
بدوره، أعلن قائد شرطة محافظة البصرة، اللواء محمد الموسوي، فرض إجراءات أمنية مشددة على جميع مداخل المدينة «دعماً لخطة فرض الأمن في بغداد»، موضحاً إن «هذه الإجراءات اتُخذت، حتى لا تتمكن المجاميع المسلحة والمليشيات الخارجة عن القانون والتكفيريون، الذين قد يفرون من بغداد، من التسلل الى مدينة البصرة».
في هذا الوقت، دخلت الخطة الأمنية في بغداد يومها الثاني، وسط إجراءات أمنية مشددة، وانتشار واسع للقوات العراقية والأميركية.
وطوقت قوات مشتركة منطقتي الأعظمية والصليخ السُّنيتين شمال بغداد، وباشرت حملة دهم وتفتيش. كما أغلقت الأجهزة الأمنية العراقية، بمساندة من الاحتلال، عدداً من الجسور التي تربط بين ضفتي نهر دجلة.
وقال النائب عن «التيار الصدري»، أحمد المسعودي، إن «قوة أميركية داهمت مكتبي الصدر وحزب الدعوة في ناحية جبلة، وحطمت محتوياتهما»، مضيفاً إن قوات الاحتلال «قتلت أحد المسؤولين في مكتب حزب الدعوة، الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء (نوري المالكي)، واعتقلت ثلاثة من حراس المكتب».
من جهتها، دانت هيئة علماء المسلمين في العراق العمليات العسكرية الأميركية في الضلوعية وبهرز، موضحة، في بيان لها، أن «أهالي ناحية الضلوعية، شمالي بغداد، يعانون حصاراً ظالماً فُرض عليهم منذ أسبوع، بعدما فرضت قوات من الاحتلال والحكومة حظراً للتجوال على الأفراد والمركبات في الناحية، ومنعت دخول المواد الغذائية والطبية اليها، كما منعت الأهالي من أداء الصلاة في المساجد».
وأوضح البيان أن «ناحية بهرز، في محافظة ديالى التي فرض عليها حصار منذ أيام من جانب قوات الاحتلال وقوة من الحرس الحكومي، تتعرض بشكل يومي لأعمال ابادة قتل، واعتقل خلالها العشرات من المدنيين، أثناء عمليات دهم للمنازل».
وأعلن المتحدث باسم الجيش الاميركي، سكوت بليشويل، في بيان له، أن «جنود قوات التحالف المنتشرين في بغداد ورجال الامن العراقيين كثفوا عملياتهم في مناطق عديدة» في بغداد، مشيرا الى أنه «أُلقي القبض على 14 مسلحاً، كما تم اكتشاف أربعة مخابئ للاسلحة» خلال عمليات دهم.
ومنذ الصباح الباكر، أغلقت قوات الامن شارع السعدون، المؤدي الى ساحة التحرير في قلب بغداد، ووضعت الشرطة العراقية حواجز من الكتل الاسمنتية في الشوارع، وفي نهاية جسري الجمهورية والسنك من الجهة الشرقية، حيث أقامت نقاط تفتيش لكل السيارات، وتحققت من هويات السائقين.
ومنذ مساء الأربعاء، تحلق طائرات اميركية على ارتفاع منخفض فوق بغداد. وفي هذا الصدد، شوهدت أمس ست مروحيات «أباتشي» أميركية تحلق فوق منطقتي الرصافة والكرخ.
وأصدرت قيادة عمليات بغداد أول بيان لها أمس بالإعلان عن تنفيذ عمليات في «ثماني مناطق في بغداد، من بينها ثلاث شيعية وخمس سنية، تم خلالها قتل ثلاثة ارهابيين، واعتقال 70، والعثور على أربع سيارات مفخخة».
ميدانياً أيضاً، أعلن قائد الجيش العراقي في كركوك، اللواء أنور حمة أمين، أن قوات الأمن «تصدت لهجوم شنه قرابة 150 عنصراً مسلحاً من تنظيم القاعدة على بلدة الحويجة، فقتلت تسعة منهم، كما أصابت 15 آخرين»، موضحاً أن «المسلحين شنوا هجوماً منسقاً استخدموا فيه قذائف الهاون وسيارات مفخخة، واشتبكوا مع قوات الجيش والشرطة والقوات الاميركية، الا أنهم فشلوا في تنفيذ مخططهم».
واشار أمين الى أن «هذه هي المحاولة الأولى من نوعها التي يقوم بها إرهابيون من تنظيم القاعدة في الحويجة، وكان الهدف منها اثبات وجودهم، ومحاولة السيطرة على البلدة» الواقعة غرب كركوك.
ولقي 10 عراقيين مصرعهم وأصيب 46 آخرون بجروح في هجمات في مدينة الصدر والموصل وبغداد.
(الأخبار، أ ب، رويترز، يو بي آي، أ ف ب)