ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركيّة أوّل من أمس أنّ مجموعة “قوّة القدس”، “التي تنفّذ عمليات في الخارج لمصلحة حرّاس الثورة الإيرانية”، تبقى مسألة غامضة حتى للخبراء الذين يتابعون الشؤون الإيرانية عن كثب. وأشارت الصحيفة إلى أنّ “القوّة” هي موضع تمحيص وكالات الاستخبارات الأميركية، لأنّها تشتبه في قيامها بتزويد المقاتلين في العراق متفجّرات متطورة، مضيفةً أنّه من بين المعتقلين خلال عمليات الدهم الأميركية الأخيرة لمكاتب إيرانية في العراق، كان هناك عدد من الإيرانيين بينهم دبلوماسي، قيل إنّه المسؤول الثاني في “القوة”.وأوضحت الصحيفة أنّه في الوقت الذي قرّرت فيه إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش إرسال المزيد من القوّات إلى العراق، تصبح الأسئلة عمّا يفعله ضبّاط “قوة القدس”، وإذا ما كانوا يتصرّفون بتوجيهات أكثر إلحاحاً من القيادة الإيرانية، إلّا أنّ تصارع مراكز القوى داخل الحكومة الإيرانية والسريّة القصوى التي تعتّم على صناعة القرار، يجعلان الأجوبة مراوغة.
وتابعت الصحيفة أنّ “قوّة القدس” تشكّل الذراع الطويلة لـ“حرّاس الثورة” في الخارج، مشيرة إلى أنّها قامت بعمليّات عسكريّة واستخبارية وتدريبية، في حلبات صراعات سابقة مثل لبنان، عبر تدريب “حزب الله” في ثمانينيّات القرن الماضي، والبوسنة، من خلال مساعدة المسلمين ضدّ الصرب، إضافةً إلى التدخّل في أفغانستان. وكجزء من «حراس الثورة»، فإنّ «القوّة» مسؤولة أمام مرشد الجمهوريّة الإيرانيّة علي خامنئي، لا أمام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، على الرغم من ارتباطات شخصية تجمع نجاد بعدد من كبار قادة «الحرس».
ويفترض معظم الخبراء المستقلّين أنّ من المنطقي أن تكون طهران قد نشرت عدداً كبيراً من المقاتلين في العراق لدى اجتياح القوّات الأميركية لبلاد الرافدين. ويرى مدير الدراسات الإيرانية في جامعة ستانفورد الأميركيّة، عباس ميلاني، أنّ «قوة القدس» هي «النخبة المنتقاة من جيش النخبة العقائدي». وفيما يتساءل بعض الخبراء عما إذا كانت «قوّة القدس» موجودة فعلاً كوحدة رسمية منفصلة عن بقية حراس الثورة، ذكرت الصحيفة، وفقاً لما نقله ميلاني عن نوّاب إيرانيين، أنّ العدد الحقيقي وتفاصيل أخرى عن قوّة «الحرس الثوري» تبقى سراً، حتى على البرلمان الإيراني.
(يو بي آي)