حذّر مدير جهاز الاستخبارات الوطنيّة البريطانيّة (أم آي - 5)، جوناثان إيفينز، أمس، من أنّ تنظيم «القاعدة» يقوم بتجنيد المراهقين والشبّان من أجل التحضير لهجمات إرهابيّة ضدّ بريطانيا، مشيراً إلى أنّ إمكانات كبيرة لاستخبارات المملكة المتّحدة لا تستغلّ في هذا الحقل، لأنّها مخصّصة لمواجهة الاستخبارات الروسيّة والصينيّة.وقال إيفينز، الذي تسلّم منصبه في نيسان الماضي، في خطاب علني، إنّ «الإرهابيّين يستهدفون منهجياً وبقصد شبّان هذا البلد (بريطانيا) وأطفاله» ويقومون «بجعلهم متطرّفين وتجريعهم العقائد وتهيئتهم من أجل القيام بأعمال إرهابيّة»، موضحاً أنّه «خلال العام الجاري، شهدنا أفراداً بأعمار الـ15 عاماً والـ16 عاماً متورّطين في نشاطات لها علاقة بالإرهاب».
وبعدما كانت سلفه، إيليزا بولر، قد قالت خلال خطاب في تشرين الثاني من العام الماضي، إنّ عملاءها يبحثون في 30 قضيّة متعلّقة بمؤامرات إرهابيّة، مرتبط بها نحو 1600 مشتبه فيهم موضوعين تحت الرقابة، أوضح إيفانز أنّ العدد الأخير ارتفع إلى ألفي مشتبه فيهم على الأقلّ. وعزا هذا الارتفاع إلى التغطية الجيّدة الممارسة على الشبكات، وكذلك إلى استمرار وجود تدفّق ثابت للمجنّدين في «قضايا التطرّف».
ولفت إيفانز إلى أنّ الحقيقة المرّة هي أنّ الهجمات التي يخطّط لها ضدّ بريطانيا «ليست نتيجة مؤامرات عشوائيّة بسيطة تحوكها جماعات مشرذمة»، بل إنّ معظم تلك الهجمات «أكانت ناجحة أو غير ذلك، قد حدثت لأنّ القاعدة مصمّم بوضوح على التحضير لهجمات إرهابيّة ضدّ المملكة المتّحدة».
وتطرّق الاستخباري البريطاني إلى أنّه تتمّ عرقلة بعض جهود الاستخبارت الوطنيّة في هذا المجال، إذ إنّ الأخيرة تهدر الكثيرة من طاقاتها في محاولة لكبح نشاطات عملاء استخبارات دول أجنبيّة يسعون إلى سرقة معلومات حسّاسة تتعلّق بالتقنيّات المدنيّة والعسكريّة. وقال في هذا السياق إنّه «منذ نهاية الحرب الباردة، لا نلحظ انخفاضاً في عدد رجال الاستخبارات الروسية، غير المصرّح عنهم في بريطانيا، الذين يعملون في السفارة الروسيّة أو في منظّمات تعمل بشكل سرّي». لذا، «لا تزال وكالتي توسّع مصادرها من أجل الدفاع عن المملكة المتّحدة ضدّ محاولات صينيّة وروسيّة للتجسّس علينا»، حسبما أضاف إيفيرز، الذي ختم بالتأكيد أنّه بحلول عام 2011 سيكون طاقم الـ «أم آي - 5» قد ارتفع عديده من 1500 عنصر عام 2001 إلى نحو 4 آلاف عنصر.
في هذا الوقت، قال المنسّق الجديد لـ «مكافحة الإرهاب» في الاتّحاد الأوروبي، جيل دي كيرشوف، إنّ احتمال شنّ هجمات جديدة يقوم بها إسلاميّون متطرّفون أو متعاطفون معهم في بلدان الاتحاد أكبر الآن، وحذّر من التهديد الذي يمثّله تنظيم «القاعدة» في شمال أفريقيا.
ودعا دي كيرشوف إلى تعزيز مراقبة الحدود داخل جغرافيّة الاتّحاد الأوروبي من أجل محاربة أخطار جديدة في المنطقة، مشدّداً على أنّ انتشار «الإرهاب الإسلامي» في بلاد مثل الجزائر يجبر الاتّحاد الأوروبي على مراقبتها بحذر، مشيراً إلى أن «القرب من أوروبا يعني أنّه علينا أن نرفع من مستوى مراقبتنا للحدود».
(أ ب)