القاهرة ـ خالد محمود رمضان
الوزراء العرب يحدّدون نهاية الشهر موقفهم من المؤتمر
حددت الأمانة العامة للجامعة العربية أمس نهاية الشهر الجاري موعداً لاجتماع وزاري عربي لبلورة موقف موحد حيال مؤتمر السلام المقرّر في أنابوليس، في وقت حذّر فيه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من مقاطعة القاهرة ودول عربية أخرى للاجتماع الدولي إذا لم يحقّق إقامة الدولة الفلسطينية.
وأعلن الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، أن الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الجاري ستشهد اجتماعاً وزارياً عربياً لمناقشة «كل النقاط الخاصة بالمؤتمر لتحديد الموقف العربي منه، لأن قرار المشاركة ليس قرار فرد، بل قرار يجب أن يكون جماعياً في ضوء المعطيات التي سوف تتّضح بشأن المؤتمر».
وقال موسى، عقب لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، إن «الأخير أطلعه على تقرير مفصل عن المرحلة التي وصلت إليها اتصالاته في شأن مؤتمر السلام»، مشيراً إلى أن العرب «يريدون لهذا الاجتماع أن ينعقد وأن تكون له نتائج محسوسة ومعروفة وفي إطار زمني».
بدوره، حذّر وزير الخارجية المصري من مقاطعة عربية لمؤتمر أنابوليس، وقال: «إذا كان الاجتماع لن يحقق هدف إقامة الدولة الفلسطينية، فإن مصر وغيرها من الدول العربية وباقي أطراف الرباعية الدولية ستتحفظ على المشاركة». وأضاف: «إن علينا أن ندقق ونحسب ونستمع لنرى كيف تسير الأمور خلال الأسابيع المقبلة الباقية على الاجتماع».
لكن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، الذي التقى الرئيس المصري حسني مبارك، قال معقباً: «إنني آمل أن ينعقد اجتماع أنابوليس في موعده، وكما هو معروف، فإن الاتحاد الأوروبي يشكّل طرفاً من أطراف الرباعية الدولية وسيكون مشاركاً في الاجتماع».
ورأى أبو الغيط أن مرجعية اجتماع السلام المقبل هي مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية، لا خريطة الطريق. وأوضح أن «آلية التنفيذ تتمثل في خريطة الطريق، وقد اتفق عليها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي». وتدخل أبو الغيط، الذي كان يتحدّث في مؤتمر صحافي مشترك مع سولانا، موضحاً «أن مرجعيات أنابوليس للسلام يجب أن تعتمد على أسس واضحة وفقاً لقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والاعتماد على قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 242، وأن يكون الأساس هو حدود 1967، والقرارات الصادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة مثل القرار الرقم 194 بخصوص اللاجئين ومبادرة السلام العربية التي تتحدث عن الأرض مقابل السلام ومرجعية مدريد». وأضاف: «أما بالنسبة إلى خريطة الطريق، فهي مجرد آلية للتنفيذ، وليست مرجعية، وهي لم تنفذ حتى الآن رغم تبنيها في 2002».
ونفى وزير الخارجية المصري ما تردّد عن أن السعودية أقنعت مصر بعدم المشاركة في اجتماع أنابوليس. وقال إن «أياً من الدولتين لم تقنع الدولة الأخرى سواء بالمشاركة في الاجتماع أو الامتناع عن حضوره، لكن هناك تبادل وتقويم للآراء ورغبة في إنجاح العملية السياسية وبدء عملية سياسية تبدأ بمفاوضات وتنتهي بتحقيق حلم الدولة الفلسطينية».
يشار إلى أن الرئيسين المصري والفلسطيني عقدا أمس جلسة مباحثات تناولت آخر تطورات إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط والإعداد لاجتماع أنابوليس.