غزة ــ رائد لافي
لندن تحذّر من «مضاعفات» القيود المفروضة على المعابر
3 شهداء كانوا حصيلة الاعتداءات الإسرائيليّة في قطاع غزّة أمس، غداة مقتل مستوطن إسرائيلي قرب مستوطنة كادوميم شرق مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، عندما أطلق عليه مسلّحون النار من سيارة كانوا يستقلّونها.
وذكرت مصادر فلسطينيّة، تحدّثت لـ «أخبار»، أنّ قوّات إسرائيلية خاصّة أعدمت «بدم بارد» المقاوم في كتائب «عز الدين القسام»، الذراع العسكريّة لحركة «حماس»، محمّد زكي النجّار (21 عاماً)، بعد اعتقاله في بلدة خزاعة جنوب قطاع غزّة. وأشارت إلى أنّ الشهيد كان يرتدي زياً مدنياً في طريق عودته إلى المنزل، عندما فاجأته قوّات الاحتلال التي تسلّلت إلى البلدة. كذلك أفادت مصادر طبيّة بأنّ 3 فلسطينيين، بينهم مقاومان في كتائب القسام، أصيبوا خلال تصدّي فصائل المقاومة للقوة الخاصة الاسرائيلية في البلدة نفسها.
في هذا الوقت، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» (مجموعات الشهيد أيمن جودة)، التابعة لحركة «فتح»، عن استشهاد اثنين من مقاوميها، هما أحمد علي أبو ستة (22 عاماً) وجيفارا محمّد صالح (21 عاماً)، خلال تنفيذهما عمليّة استشهادية سمّيت، «الزحف الموحّد»، استهدفت مستوطنة «نتيف هعتسراه» المحاذية للحدود الشمالية بين القطاع وفلسطين المحتلّة عام 48. وأكّد مصدر طبي أنّ «جثماني الشهيدين بقيا في منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية ويجري التنسيق لتسليمهما».
وقالت «الكتائب»، في بيان، إنّ المقاومين خاضا اشتباكاً مسلّحاً عنيفاً مع جنود الاحتلال وحرّاس المستوطنة، ونجحا في قتل أحد الجنود الإسرائيليين. غير أنّ مصادر إسرائيلية نفت ذلك. ونقلت الإذاعة العبرية عن متحدث عسكري إسرائيلي قوله إنّ قوّات الاحتلال رصدت المقاومين يحاولان التسلّل إلى الأراضي الإسرائيلية انطلاقاً من قطاع غزة في منطقة تقع جنوب معبر إيريز، وقتلتهما، مشيراً إلى أنّ فلسطينياً ثالثاً نجح في الفرار.
وفي السياق، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية عمليّات إطلاق الصواريخ محليّة الصنع وقذائف الهاون في تجاه البلدات والأهداف الاسرائيلية المتاخمة للقطاع، غير أنّ مصادر قوّات الاحتلال أفادت بعدم وقوع إصابات أو أضرار.
ميدانياً أيضاً، قالت مصادر فلسطينية في مخيم الفارعة للاجئين، القريب من بلدة طوباس في شمال الضفة الغربية، إنّ 15 من سكّان المخيم أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي، بينهم جرحى في حالة خطيرة. وذلك بعدما كانت قوّات إسرائيلية كبيرة قد اقتحمت المخيّم وشنّت حملة اعتقالات واسعة في صفوف سكانه، قالت «حماس»، في بيان، إنّها طالت 8 فلسطينيين، بينهم 5 من نشطائها.
وفي موازاة ذلك، اتّهمت «حماس» الأجهزة الأمنيّة الموالية للسلطة الفلسطينية باعتقال 5 من أنصارها في الضفّة الغربية خلال الساعات الـ 24 الماضية. وقالت، في بيان، إنّ من بين المعتقلين الناشط في الحركة مجدي القطب، الذي ألقي القبض عليه في نابلس، واتّهمت الأجهزة المذكورة بـ«تعريض القطب للتعذيب الوحشي».
في هذا الوقت، قال وزير الخارجية البريطاني دايفيد ميليباند، في بيان مكتوب أمام مجلس العموم (البرلمان)، إنّ الوضع الإنساني في قطاع غزة يستمرّ في إعطاء مسبّبات للقلق، وحذّر من أن «القيود المفروضة على الحركة والمداخل في قطاع غزة والضفة الغربية لها مضاعفات أمنية واجتماعية واقتصادية خطيرة تتطلب التفاتة عاجلة من السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية».
وأكّد الوزير البريطاني أنّ بلاده تتفهّم المشكلة الأمنية التي تواجهها إسرائيل وتدين الهجمات الصاروخية التي تعرّض حياة الإسرائيليين للخطر، لكنّها تشدّد بالتوازي على أنّه من الإلزامي أن يكون الردّ منسجماً مع القانون الدولي ولا يسبب معاناة للمدنيّين الأبرياء.
واستمراراً لمسلسل ضحايا الحصار وإغلاق المعابر، توفّيت يسرى العمارين (53 عاماً) في مدينة غزة بعدما منعتها قوّات الاحتلال من مغادرة القطاع لتلقّي العلاج، ليرتفع إلى 44 عدد الأشخاص الذين قُتلوا نتيجة الحصار وإغلاق المعابر وعدم السماح لهم بالعلاج منذ حزيران الماضي.