strong>نجاد: مؤتمر تافه وبعض المشاركين عديمو الذكاء
أعلنت دمشق رسمياً أمس قبول الدعوة الأميركية لحضور المؤتمر الدولي للسلام في أنابوليس غداً، إلا أنها خفّضت مستوى تمثيلها إلى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.
وبرز أمس، بعد الإعلان السوري الرسمي في شأن المشاركة في أنابوليس، ما أوردته وكالة «إيسنا» الإيرانية للأنباء عن اتصال هاتفي بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس السوري بشار الأسد، «اتفقا خلاله على اعتبار المؤتمر محكوماً بالفشل». وأضافت أن الرئيسين «اتفقا على أن الممثلين الحقيقيين للشعب الفلسطيني هم وحدهم الذين يستطيعون اتخاذ قرارات بشأن مستقبل فلسطين».
وكان الرئيس الإيراني قد هاجم في وقت سابق أمس بشدة مؤتمر أنابوليس «التافه»، مشيراً إلى أن «لا فائدة منه للشعب الفلسطيني، وهدفه دعم الصهاينة المحتلين». وأوضح أن المشاركة في المؤتمر تدل على «عدم التمتع بالذكاء السياسي لبعض الأدعياء، وأن الذين سيشاركون في هذا المؤتمر سيقدمون امتيازات إلى المحتلين الصهاينة، ولن يذكرهم التاريخ بخير».
وكانت وكالة الأنباء السورية «سانا» قد نقلت عن مصدر إعلامي قوله: «إن سوريا قررت الحضور بعد تلقّيها نسخة من جدول الأعمال تنص على أن هناك جلسة تتناول إحياء محادثات السلام بين إسرائيل وسوريا». وأضاف أن «سوريا وافقت على تلبية الدعوة بوفد رسمي برئاسة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد».
وقال دبلوماسي في العاصمة السورية إن نسخة جدول الأعمال التي سلّمتها السفارة الأميركية إلى وزارة الخارجية السورية فيها عنوان فرعي يشير إلى أن مسار المحادثات السورية ـــــ الإسرائيلية سيكون خلال جلسة عن السلام الشامل في الشرق الأوسط. وسارعت إسرائيل إلى الترحيب بالإعلان السوري، لكنها شددت على أن الصراع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني سيكون محور الاهتمام الأساسي للاجتماع. وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إن موضوع مرتفعات الجولان يمكن أن يثار أثناء المؤتمر الدولي.
وفي السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر في الإدارة الأميركية قولها إن الولايات المتحدة قررت دعوة دمشق إلى أنابوليس بعد الغارة الإسرائيلية على سوريا. وأضافت المصادر أن «سوريا فقدت ورقة مهمة بسبب هجوم سلاح الجو الإسرائيلي، وهذا الأمر حرّك أشخاصاً حتى في المعسكر المحافظ داخل الإدارة الأميركية إلى إعادة التفكير مجدداً في موقفهم تجاه دمشق، وأن سوريا موجودة في موقع ضعيف وهذه فرصة لمد يد نحوها».
وتابعت المصادر الأميركية أن «قدرة سوريا على التسبب بأضرار» لمؤتمر أنابوليس من خلال دعمها حزب الله وحركة «حماس» أسهم في توجيه دعوة إليها لحضور المؤتمر بهدف تحييد قدرتها على إلحاق أضرار بالعملية السياسية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، قد قال عشية سفره إلى واشنطن لحضور المؤتمر إنه ذكر مرات عديدة أن إسرائيل مستعدة لمشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس. أما بخصوص استئناف المفاوضات مع دمشق، فقال أولمرت إنه «إذا نضجت الظروف لمفاوضات مع السوريين، فإني أؤيد ذلك». وأضاف أنه لا يعتقد بأن الأميركيين وعدوا السوريين بشيء في مقابل دعوتهم أو حضورهم إلى أنابوليس.
إلا أن صحفية «يديعوت أحرونوت» ذكرت أمس أن «الأميركيين وعدوا السوريين بأن يكون في وسع مندوبهم إلى المؤتمر إلقاء كلمة يثير فيها موضوع الجولان المحتل، إلا أن السوريين أوضحوا للبيت الأبيض أنه ينبغي ذكر موضوع الجولان في البيان الختامي للمؤتمر أو في كلمة الرئيس الأميركي جورج بوش أو وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)