غزة ــ رائد لافيرام الله ــ أحمد شاكر

الأمن الفلسطيني يقتل متظاهراً في الضفة... وطهران تعدّ لمؤتمر مناهض


بالتزامن مع المؤتمر الدولي للسلام في أنابوليس، شهد العديد من المدن الفلسطينية والعربية تحركات مناهضة له، كان أبرزها في قطاع غزة، حيث احتشد نحو مئتي ألف متظاهر بدعوة من «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، في وقت واصلت فيه إيران إطلاق المواقف السياسية المتنبئة بفشل اللقاء الدولي، معلنةً دعوة فصائل المقاومة الفلسطينية إلى مؤتمر في طهران.
وشارك نحو 200 ألف فلسطيني من أنصار حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وفصائل مناهضة لأنابوليس، في مسيرة جماهيرية حاشدة، دعا إليها المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت في مدينة غزة، في وقت شدّد فيه رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية على أن «النظام العربي غير مخوّل تقديم تنازلات مصيرية».
وقال هنيّة، في كلمة متلفزة سبقت انعقاد أنابوليس، إن «هذا المؤتمر يبدو لنا من اسمه أنه سيكون خريفاً لا ثمارَ فيه ولا فائدةَ بل أوراقاً متساقطة وذبولاً ويبساً لا طائل منه». وأضاف «نقف ضد كل محاولات التطبيع المباشرة وغير المباشرة، بما في ذلك حضور وفود عربية للمرة الأولى إلى جانب الوفد الصهيوني في مؤتمر أنابوليس، ونرى أن المشاركة خطوة من خطوات التراجع عن موقف الممانعة التاريخية الذي سجلته دبلوماسية هذه الدول في الفترات الصعبة، فكيف ونحن في موضع وموقع وطني وإقليمي ودولي أقوى وأحسن».
وخلال التظاهرة في غزة، رفع آلاف المشاركين الأعلام الفلسطينية واللافتات والشعارات المنددة بمشاركة الرئيس محمود عباس وقيادة السلطة في المؤتمر، الذي يستهدف النيل من «الثوابت الفلسطينية»
ورأى القيادي في حركة «حماس»، محمود الزهار، أن هذا الزحف البشري بمثابة «استفتاء واضح وصريح لكل من على عينيه غبش ويساوم على الثوابت الفلسطينية»، مشدداً على أن «أرض فلسطين كلها للمسلمين والمسيحيين فقط وللشعب الفلسطيني، ولا يملك رئيس ولا دولة ولا أمة ولا جيل ولا الأمم المتحدة أن تتنازل عن شبر واحد منها».
وردّد آلاف المشاركين في التظاهرة شعارات مثل «لبيك يا أقصى»، و«لن نعترف بإسرائيل» و«خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود» و«عباس خائن».
وفي الضفة الغربية، قتلت أجهزة الأمن الفلسطينية أمس هشام البرادعي (37 عاماً) في مدينة الخليل خلال قمع التظاهرات المناهضة لأنابوليس.
وذكر شهود عيان في نابلس أنه بمجرد تجمع العشرات من المعارضين للمشاركة الفلسطينية في قمة أنابوليس، تجمّع عدد كبير من عناصر الأجهزة الأمنية وبدأوا بضرب المشاركين في المسيرة. واستُخدمت قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، فيما اعتقلت عدداً منهم. كما اعتدت أجهزة الأمن على عدد من مصوري الوكالات المحلية والأجنبية، وهدّدت عبر مكبّرات الصوت بتحطيم كاميراتهم إذا لم يغادروا المكان ويتوقّفوا عن تصوير الحدث.
في هذا الوقت، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، غلام حسين الهام، إن قادة الفصائل الفلسطينية العشرة سيجتمعون في إيران في غضون الأيام العشرة المقبلة، مؤكّداً أن طهران ستؤمّن الدعم المعنوي لهذه الفصائل.
ووصف إلهام مؤتمر أنابوليس بـ «التساومي». وقال إنه يدخل في نطاق الجهود الأميركية الداعمة لإسرائيل. وأضاف إنه «نظراً للأواصر الأخوية التي تربطنا بالدول الإسلامية ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، لا نود أن تقف هذه الدول إلى جانب هؤلاء».
وفي السياق، كشفت مصادر فلسطينية موثوق بها أن نائب رئيس المكتب السياسي
لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق وصل أمس إلى طهران للمشاركة في مؤتمر الفصائل الفلسطينية المعارضة لأنابوليس.
وأشارت المصادر إلى أن «باقي قادة الفصائل في طريقهم إلى طهران للمشاركة، وبينهم الأمين العام للجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة أحمد جبريل وقادة الجهاد الإسلامي».
وقالت مصادر فلسطينية لوكالة الأنباء الإيرانية إن الاجتماع لن يكون بديلاً عن المؤتمر الوطني الفلسطيني المعارض الذي جرى الحديث عنه سابقاً، والذي كان سيُعقد في دمشق، إلا أن «إمكان عقده أرجئ مبدئياً إلى وقت آخر ريثما تتبلور الصورة، وأن هذا المؤتمر سيناقش في اجتماع قادة الفصائل العشرة».
إلى ذلك، احتج الأردن لدى إيران على تعرض سفارته في طهران للقذف بالحجارة على يد متظاهرين ضد مؤتمر أنابوليس، وطالبها باتخاذ إجراءات لمنع تكرار الاعتداءات. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) أن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال ناصر جودة استدعى سفير إيران في عمان محمد الإيراني وأبلغه «استهجان الحكومة الأردنية واستنكارها الشديدين» حيال سلوك المتظاهرين.
وفي عمّان، تجمع أكثر عن 200 شخص أمام مبنى مجمع النقابات المهنية تلبية لدعوة وجهتها هذه النقابات للاعتصام احتجاجاً على مؤتمر أنابوليس. ورفع المشاركون في الاعتصام لافتات تندّد بالتطبيع مع إسرائيل وبالمشاركة العربية في أعمال الاجتماع، وكتب عليها «لا للتفريط بحق العودة .. لا للتفريط بالمقدسات» و«حق العودة مقدس» و«لا لتصفية القضية الفلسطينية».