مرّت بداية العام الدراسي في العراق بسلام أمس، في وقت يستمرّ مرض الكوليرا في الانتشار السريع في البلاد، حيث أكّد مصدر طبّي عراقي أنّ عدد مرضى هذا الداء الذين يدخلون إلى مستشفيات كركوك وحدها، يبلغ يومياً نحو مئة شخص، فيما أظهرت إحصاءات الحكومة العراقية انخفاضاً في أعداد القتلى المدنيّين العراقيين إلى النصف في شهر أيلول الماضي مقارنة بشهر آب، وهو أدنى مستوى يسجَّل هذا العام.في هذا الوقت، كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، أنّ لدى بلاده معلومات عن محادثات أجراها مسؤولون أميركيّون مع النائب الأسبق للرئيس العراقي عزة إبراهيم الدوري وعدد من الميليشيات السنّية، واصفاً ذلك بأنه «كارثة على الشعب العراقي». وأعرب لاريجاني، في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» أمس، عن استعداد بلاده للمساعدة في ترسيخ الوضع في العراق، «شريطة أن تعرض الولايات المتحدة جدولاً زمنياً لسحب قواتها».
ووصف لاريجاني الاتهامات الأميركية بتزويد الميليشيات العراقية بالأسلحة بأنها «أكاذيب»، مشيراً إلى أن طهران «طلبت من واشنطن تزويدها بأسماء عناصر الحرس الثوري الذين تتّهمهم، لكنها لم تتلقّ أيّ ردّ حتّى الآن». ورأى أنّ إيران «هي البلد الوحيد في المنطقة الذي دعم الحكومة العراقية، فيما لم يقدّم حلفاء واشنطن في المنطقة أي مساعدة لها في العراق»، مشيداً بالسياسة التي ينتهجها الحزب الديموقراطي الأميركي والحكومة البريطانية في ما يتعلّق ببلاد الرافدين.
داخلياً، نعى النائب عن الكتلة الصدرية، بهاء الأعرجي، المبادرات العديدة التي حاول طرحها عدد من القوى السياسية، في مقدمها الرئيس السابق للحكومة إبراهيم الجعفري، لإقناع قيادة التيار بالعدول عن قرارها الخروج من «الائتلاف العراقي الموحّد». وقال الأعرجي إنّ كتلته اتخذت «قراراً نهائياً» بعدم العودة إلى صفوف الائتلاف.
وعن انضمام التيار إلى كتلة سياسية جديدة، قال الأعرجي: «نحن مع أي كتلة تحمل مشروعاً وطنياً، شريطة ألّا يفكّر القائمون على المشروع بإسقاط الحكومة أو تسييس المشروع لمصلحة حزبية أو فئوية»، كاشفاً أنّ «كثيراً من القوى فاتح الكتلة الصدرية بالانضمام إلى تجمّع كبير موحّد، لكن الحوارات لا تزال مستمرّة»، واصفاً القوى الموجودة خارج التحالف الرباعي بأنّها «الأقرب إلى التيار الصدري».
في المقابل، أعلن الرئيس الأسبق للحكومة، إياد علاوي، دعمه لمشروع «العقد الوطني» الذي طرحه نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الأسبوع الماضي، كما أعلن رئيس «جبهة الحوار الوطني» صالح المطلك أنّ مشروع الحزب الإسلامي «ليس بعيداً عن أفكار وتوجّهات الجبهة».
أمّا عن استمرار إقفال الحدود الإيرانية ـــــ العراقية منذ أسبوعين، فقد أعلن المتحدّث باسم حكومة إقليم كردستان العراق أمس، أنّ وفداً رفيعاً من حكومة الإقليم سيتوجّه إلى إيران خلال الأسبوع الجاري، من أجل إقناعها بالعدول عن قرارها، وللتباحث بشأن الأزمة.
من جهته، قال مستشار الرئيس العراقي، جلال الطالباني، لشؤون التجارة في الإقليم، عبد الله الحاج سعيد، أنه ستُرفع مذكّرة باسم تجّار ومستثمري الإقليم إلى الرئيس بوش في الأيام القليلة المقبلة، توضح له الأضرار التي يتعرض لها الإقليم بسبب إغلاق المنافذ.
إلى ذلك، ومع استمرار توالي المواقف العراقية والعربية المندّدة بقرار الكونغرس الأميركي غير الملزم تقسيم العراق، وترحيب الأحزاب الكردية الأساسية به، حذّر قائد الجيش التركي، يشار بيوكانيت، أمس، من «تفتّت يتجه إليه العراق بسرعة، ما يشكّل تهديداً لأمن تركيا مع ظهور محتمل لدولة كردية في شمال العراق». وقال بيوكانيت، في خطاب ألقاه في أكاديمية عسكرية في اسطنبول، «نحن قلقون جداً لأن تفتت العراق أصبح أمراً محتملاً جدّاً، و لأنّ دولة مستقلة في شمال البلاد ستمثّل خطراً كبيراً على تركيا من الناحيتين السياسية والعسكرية».
ميدانياً، أعلن جيش الاحتلال الأميركي أمس، مقتل أحد جنوده في هجوم بالأسلحة الخفيفة، استهدف دوريته شرق العاصمة العراقية ليل أول من أمس.
(الأخبار، أ ب، رويترز،
أ ف ب، يو بي آي)