رام الله ــ الأخبار
بوادر الحوار بين «فتح» و«حماس»، التي أعلن عنها رئيس الحكومة المُقالة إسماعيل هنية أول من أمس، لم تدم أكثر من ساعات، فخرجت «فتح» لتنفي أنباء الحوار، الذي حذّرت منه إسرائيل، على اعتبار أنه «ينسف» أي اتفاق سلام.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عبد الله فرنجي، لـ«رويترز» إن «ما حدث في غزة هو انقلاب على الشرعية وعلى الديموقراطية». وأضاف أنهم (حماس) «إذا تراجعوا عنه، فيمكن آنذاك الدخول في محادثات، أما الآن فلا يمكن لـ«فتح» الدخول في محادثات معهم».
ونفى المستشار الرئاسي الفلسطيني، نبيل عمرو، وجود أي ترتيبات لعقد حوار بين «فتح» و«حماس». وقال، في مؤتمر صحافي في رام الله، «الجميع يعلم، بما في ذلك الدول العربية، أن الشرط الأساسي للحوار، هو عودة حماس عن انقلابها في قطاع غزة. هذا هو موقف الشرعية الفلسطينية، وكذلك الشرعية العربية».
وأثار إعلان هنية قلق الدولة العبرية، إذ قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريغيف «نشعر بالقلق من أنه إذا سمحتَ لهذه المنظمة المتطرفة التي تعارض المصالحة بالعودة إلى قلب الأحداث، فإنك في واقع الحال ستنسف أي فرصة للتحرك إلى الأمام».
ورغم النفي «الفتحاوي»، غير أن إعلان هنية لم يأت من فراغ. وقالت مصادر فلسطينية إن المسؤول في «فتح» جبريل الرجوب، اجتمع مع القيادي في «حماس» محمد نزال لبحث عقد محادثات في مصر. لكن مسؤولاً في «فتح» قال إن الاجتماع بين الرجوب ونزال «غير مُلزم». وأضاف أن «الرجوب لا يتمتع بتأييد قيادة فتح».
وقال مصدر قريب من المحادثات، إن مسؤولاً من «حماس» يقيم في الخارج سيصل إلى القاهرة الأسبوع المقبل للتحضير لمحادثات بين الفصيلين. وأضاف أن المحادثات ستتناول أيضاً وقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل، ويمكن أن تشمل اتفاقاً لتبادل الأسرى.
في هذا الوقت، استمر التوتر الميداني بين الفصيلين، وفجّر مجهولون أمس سيارة ناشط من حركة «حماس» في خان يونس (جنوب قطاع غزة). كما أعلنت وزارة الداخلية اعتقال مجموعة كانت تزرع عبوة ناسفة قرب منزل الأمين العام لحركة فتح الياسر، خالد أبو هلال في منطقة الجلاء شمال مدينة غزة.
وفي الضفة الغربية، قال مدير المخابرات الفلسطينية في مدينة نابلس، أبو جهاد، إن جهازه صادر 25 قطعة سلاح وقنابل ومواد متفجرة خلال الشهر الحالي من عناصر محسوبة على حركة «حماس» في المدينة، وإن الأجهزة الأمنية الفلسطينية قررت الإفراج عن 25 معتقلاً من عناصر الحركة بعدما سلّم جزء منهم أسلحتهم للمخابرات الفلسطينية. وشدّد على أن «من يملك سلاحاً من عناصر حماس يجب عليه تسليمه، ولن ينتظر ساعة واحدة في المعتقل حينها».
واتهمت «حماس» الأجهزة الأمنية بـ«تبادل الأدوار مع الاحتلال». وقالت في بيان: «استمراراً لمسلسل التنسيق الأمني الذي يعيش أجمل مراحله بين الطرفين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية 3 من أنصار حركة حماس في الضفة الغربية، بعد أيام من الإفراج عنهم من سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية».