غزة ــ رائد لافي
شهيد في غزّة وقتيلان في الضفّة... و«الجهاد» ترفض تسليم أسلحتها


برز التضارب واضحاً أمس داخل الصف «الحمساوي»، في ما يتعلق بالحوار مع حركة «فتح»، التي لا تزال تنفي وجود أي نية للقاء مسؤولين من الحركة الإسلامية. وفيما أكد القيادي في «حماس» سعيد صيام وجود حوار، نفى القيادي الآخر محمود الزهار هذه الأنباء، في وقت لا تزال ملامح الفوضى واضحة في قطاع غزة، وانتقلت إلى الضفة الغربية حيث قُتل فلسطينيان في إطلاق نار داخلي.
ورجّح رئيس الكتلة البرلمانية لـ«حماس» سعيد صيام، انطلاق حوار جدي مع حركة «فتح»، برعاية دولة عربية خلال أيام. وقال: «هناك ترتيبات لحوار، وهناك حديث عن رعاية دول عربية له، وموافقة مبدئية من كافة الأطراف، وربما ينطلق هذا الحوار في الأيام القليلة المقبلة».
وقال صيام: «نحن مددنا يدنا للحوار، وليس لدينا أي فيتو على أي موضوع يطرح، ولكننا لسنا مع فرض أي شروط مسبقة، ولا نريد أن نستبق النتائج، وحماس دائماً مرنة في ما يخص مصلحة الشعب الفلسطيني، وحتى لو كان ذلك على حسابها التنظيمي أو الحزبي، لأنها تؤثر دائماً المصلحة الوطنية على مصلحتها الشخصية».
وفي حين لم يحدد صيام الدولة العربية التي سترعى الحوار، أو مكان انطلاقه، كشفت وسائل إعلامية مقرّبة من حركة «حماس» أن السودان استطاع في الفترة الأخيرة إقناع الطرفين بأهمية العودة مجدداً إلى طاولة الحوار للتأسيس لوحدة سياسية فلسطينية لتقوية الموقف التفاوضي مع الإسرائيليين، من دون تحديد جداول زمنية.
إلا أن محمود الزهار نفى اقتراب عقد لقاء بين حركتي «فتح» و«حماس». وقال لقناة «الجزيرة» القطرية: «حتى اللحظة لا يمكننا القول إن هناك لقاءً قريباً أو إن هناك ترتيبات حقيقية لعقد لقاء بين فتح وحماس»، مشيراً إلى «أن التسريبات الإعلامية والتدخلات الكثيرة التي يقوم بها البعض غير صحيحة، ولا يوجد حتى الآن ما يمكن القول إنه ترتيب جدي وحقيقي يؤدي إلى عقد لقاءات بين فتح وحماس».
وأضاف الزهار: «إن ما جرى الحديث عنه في شأن فتح حوار، هو صادر عن جهات غير رسمية، تستغل مبادرات عربية، ولا يوجد ترتيب حقيقي يمكن البناء عليه لعقد أي حوار».
وسارع عضو الهيئة القيادية العليا لحركة «فتح» في قطاع غزة، إبراهيم أبو النجا، إلى نفي وجود حوار أيضاً، مجدداً شروط «فتح» لاستئناف الحوار، وهي «عودة حماس عن انقلابها على الشرعية، والاعتذار عنه للشعب الفلسطيني».
وكان رئيس الحكومة المُقالة، إسماعيل هنية، قد استغل خطبة صلاة العيد يوم الجمعة الماضي، وجدّد التزام حركة «حماس» الوحدة الوطنية ودعوته للحوار، محدداً ثمانية أسس لحل الأزمة الداخلية. وهي: الالتزام باتفاق مكة وتفاهمات القاهرة (2005) ووثيقة الوفاق الوطني، ووحدة الضفة وقطاع غزة وعدم الفصل بينهما، ووحدة النظام السياسي سلطة وحكومة واحدة، واحترام الشرعيات الفلسطينية من رئاسة ومجلس تشريعي وحكومة وحدة، واحترام القانون وعدم الخروج عليه، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية وطنية، على أن تكون خاضعة للحكومة والسلطة لا لأي طرف آخر، وتأسيس حكومة وحدة وطنية مركزية في غزة والضفة، والعمل على بناء منظمة التحرير».
وفي إطار الفوضى الأمنية، قُتل فلسطينيان أول من أمس، أحدهما في اشتباك بين أجهزة الأمن الفلسطينية وإحدى العائلات في قلقيلية في الضفة الغربية. وقال سكان محليّون، إن أفراداً من الأجهزة الأمنية الفلسطينية أطلقوا النار في اتجاه الشاب حسام أبو عصب (21عاماً) أثناء سَوقه دراجة نارية وسط قلقيلية، عندما لم يستجب لطلبهم بالتوقف، وأردوه قتيلاً. وإثر ذلك، اندلعت اشتباكات بين عشيرة القتيل وأفراد الأجهزة الأمنية، ما أدى إلى مقتل الطفل عزو زياد عبيد (4 سنوات)، ووقوع العديد من الإصابات في صفوف المواطنين.
إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن العديد من أفراد حركة «حماس» في الضفة الغربية بادروا إلى تسليم أسلحتهم للسلطة الفلسطينية في أماكن مختلفة من محافظات الضفة. وقالت المصادر إن حركة الجهاد الإسلامي رفضت عروضاً وُجّهت إلى عناصرها في الضفة الغربية بالتخلي عن سلاحهم مقابل محاولة إسقاط ملاحقة إسرائيل لبعض العناصر المطلوبين. ونقلت المصادر أن العرض جاء من السلطة الفلسطينية التي تعهدت أن تبذل جهوداً في هذا الاتجاه، بعد أن توافق الحركة على تسليم أسلحة عناصرها
إلى السلطة.
ميدانياً، استشهد القائد الميداني في كتائب «عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، حسن نعيم (23 عاماً)، وأصيب أربعة من رفاقه في قصف إسرائيلي بصاروخ أرض أرض، السبت، في بلدة بيت حانون، شمال القطاع.