رام الله، غزة ــ الأخبار
تمكّنت حركتا «الجهاد» و«حماس» أمس من تطويق المواجهات بينهما في قطاع غزة وتشكيل لجان للتحقيق في الأحداث الأخيرة، في وقت استهدفت فيه قوات الاحتلال قياديين في «الجهاد» في الضفة الغربية، ما أدى إلى استشهادهما، كما سقط شهيد ثالث في غزة، وهو ما ردّت عليه الحركة بقصف المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع بصواريخ سقط أحدها قرب «منشأة استراتيجية»، وذلك في ظل تجديد إسرائيل اتهامها لمصر بتسهيل «دخول الإرهابيين» إلى غزة.
واغتالت قوات إسرائيلية خاصة أمس القيادي في «سرايا القدس» خالد الرايق الملقب بـ«أبي صقر» ( 43 عاماً) ومساعده محمد جوابرة بعد اشتباكات مع مجموعة من المقاومين حوصرت في مدينة جنين، أدت أيضاً إلى إصابة ضابط إسرائيلي واعتقال 9 مواطنين من المدينة.
وفي رد على جريمة الاغتيال، أطلقت «سرايا القدس» من غزة تسعة صواريخ باتجاه مدينة عسقلان والبلدات الإسرائيلية في النقب الغربي. واعترفت إسرائيل بسقوط أحد الصواريخ قرب «منشآت استراتيجية» جنوب عسقلان، بينها مصانع كيميائية ومحطة توليد كهرباء ومعمل لتنقية المياه.
وفي وقت لاحق، استشهد القيادي في «لجان المقاومة الشعبية» مبارك حسنات (37 عاماً) في قصف جوي نفذته الطائرات الإسرائيلية واستهدف سيارة كان يستقلها على الطريق الساحلي لمدينة غزة.
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن «المستويين السياسي والأمني في إسرائيل قلقان للغاية إزاء تحسّن العلاقات بين مصر وحركة حماس». وقالت إن «هذا القلق ينبع من اتهام إسرائيل لمصر بالتغاضي عن استمرار عمليات التهريب من شبه جزيرة سيناء إلى القطاع»، موضحة أن وفداً إسرائيلياً احتج أخيراً لدى السلطات المصرية على سماحها لـ«إرهابيين بدخول القطاع»، في إشارة إلى عودة عدد من قادة «حماس» وعناصرها عبر معبر رفح الشهر الماضي. وأوضحت الصحيفة أن «بين النشطاء الذين سمحت لهم مصر بالعودة إلى غزة، خبراء في مجال إعداد العبوات الناسفة وإنتاج القذائف الصاروخية وقذائف الهاون تدربوا في إيران ولبنان». وأضافت انه «منذ بداية العام الجاري تمّ، بحسب المعطيات المتوافرة لدى إسرائيل، تهريب 1650 منصة لإطلاق قذائف آر بي جي، إضافة إلى ستة آلاف قذيفة عبر الحدود المصرية مع قطاع غزة».
وادّعت الصحيفة أن مسؤولين إسرائيليين أشاروا إلى أن هناك «خلافاً واضحاً» بين الاستخبارات المصرية، التي يرأسها عمر سليمان، «الذي يقود سياسة متسامحة تجاه حماس»، وبين مسؤولين في وزارة الخارجية المصرية يؤيدون سياسة التشديد. وأضافت ان في واشنطن ورام الله «خيبة أمل كبيرة» من سياسة القاهرة.
من جهة ثانية، أبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جاكرتا تفاؤلاً بشأن نتيجة المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط. وقال «سنذهب إلى هذا المؤتمر مع ضمان بأن نصل إلى نتيجة ملموسة وإيجابية لشعبنا»، مضيفاً «نحن عازمون على بذل كل ما في وسعنا للتوصل إلى اتفاق».