في رسالته السنويّة للشعب التركي بمناسبة الذكرى الـ84 لتأسيس الدولة التركيّة، أكد الرئيس عبد الله غول أنّ بلاده مصرّة على القضاء على «إرهابيّي حزب العمّال الكردستاني»، مشيراً إلى أنّ المعركة الحاليّة والمقبلة ضدّ هذا الحزب «وصلت إلى ذروتها من حيث التصميم على القضاء على هذه المشكلة»، وذلك على وقع العروض العسكرية التي هدفت إلى إظهار القوّة التركيّة، التي تلقّت خلال الشهر الأخير ضربات أودت بحياة نحو 40 جنديّاً، وعجّت المدن التركيّة بتظاهرات مندّدة بالحزب الكردي، وداعية إلى حسم عسكري معه، فيما كان الجيش يخوض معركة قوية ضدّ مقاتليه، سقط له خلالها جنديّ في منطقة جبلية قريبة من الحدود العراقية.
في المقابل، رأى نائب رئيس برلمان كردستان العراق، كمال كركوكي، أنّ تركيا لا تريد اجتياح العراق لضرب حزب العمال، «بل لسبب آخر يتعلّق بعدم ارتياح تركيا للتجربة الكردية الديموقراطية في العراق». وحذّر كركوكي، القيادي السابق في قوّات حرس الحدود (البشمركة)، تركيا قائلاً: «إذا اعتقدتم أنّ بمقدوركم إخافتنا، فإنّكم تخطئون الظنّ تماماً»، مشيراً إلى أن أنقرة تسعى إلى «إضعاف العراق لتتمكّن من الحصول على نصيب من النفط العراقي». وختم قائلاً: «إذا بدأت تركيا الحرب، فسندافع عن أنفسنا، وحينها لن تصبح عملية إنهاء الحرب في يد أنقرة».
لكنّ وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، اعتمد لهجة أقلّ حدّة، إذ جدّد تحذيره من حدوث «عواقب إقليميّة مفجعة إذا قامت تركيا بعملية غزو ضخمة للعراق». ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن زيباري قوله إنّ الأزمة الحالية «خطيرة للغاية»، وإنّ تركيا لم تعطِ اهتماماً للمقترحات العراقية التي حملها وفد بلاده إلى أنقرة نهاية الأسبوع الماضي. وفي حين رأى أنّه لا يوجد ما يمنع تركيا من القيام بعمل ضدّ قواعد حزب العمال الكردستاني في الجبال الحدودية، عاد زيباري ليشير إلى أنّ التعزيز العسكري التركي الضخم زاد من المخاوف من أنّ الأتراك يخطّطون لشيء أكبر وأعمق في شمال العراق.
أمّا في الشأن العراقي، فكشف الجيش الأميركي أمس عن هويّة المسؤول عن اختطاف 11 زعيماً من عشائر ديالى مساء أوّل من أمس، مشيراً إلى أنه جرى تحرير ثمانية منهم. وقال، في بيان، إنّ «معلومات استخبارية تؤكّد أنّ أركان الحسناوي، قائد كتيبة سابق في جيش المهدي، هو المسؤول عن خطفهم».
وكانت المدن العراقيّة قد شهدت أمس سلسلة هجمات انتحاريّة، أبرزها نفّذها شابّ يستقل دراجة نارية، قتل فيها نحو 30 شرطيّاً، عندما فجّر نفسه داخل قاعدة للشرطة شمال بغداد، بينما قُتل أكثر من 15 مدنياً في أعمال عنف متفرّقة.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي،)